حافظا لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقاء في ذلك على المسلمين المستضعفين يرجع الناس إلى الجاهلية الأولى وتثور القبائل مرتدين بالفتنة في طلب ثارات الجاهلية إلى غير ذلك من المصالح الخفية والجلية. ومنها أن قوله " وما أحسن ما سلكه بعض الشيعة المنصفين كعبد الرزاق فإنه قال أفضل الشيخين، إلى آخره " مدخول بمنع كون عبد الرزاق من علماء الشيعة بل يظهر من كلام ياقوت الحموي في معجمه أنه من محدثي أهل السنة والجماعة وشيخ مشايخ حديثهم وغاية الأمر أنه كان يقدح في عثمان لكن كان يعتقد صحة خلافة الشيخين ويفضلهما لزعمه الباطل أن عليا عليه السلام فضلهما على نفسه وأنه في ذلك قد أطاع عليا عليه السلام وحينئذ فقوله وبوله سواء. ومنها قوله " ومما يكذبهم في دعوى تلك التقية المشومة ما أخرجه الدارقطني من أن أبا سفيان، إلى آخره " مدفوع بأن ما أخرجه الدارقطني مما يصدق دعوانا، كيف وهو متضمن لما ذكرناه سابقا من أن عليا عليه السلام إنما كان يحترز في عدم النزاع مع الثلاثة عن مخالفة وصية سيد الأنام صلوات الله عليه وآله وإثارة فتنة تؤدي إلى إفناء دين الإسلام ولهذا أغلظ على أبي سفيان في الكلام ونسبه إلى العداوة مع الإشارة إلى أن خلافة أبي بكر لا تضر بالإسلام وأن إثارة ما قصده من الفتنة تضر فيه وتؤدي إلى إفناء الإسلام وأهله بالتمام (1) فظهر حقية ما قاله من أن عليا عليه السلام إنما بائع أبا بكر قهرا وتقية والله
(٢٨٦)