خلافته على منبر الكوفة لو صح لا ينافي التقية لما مر من أن أكثر العساكر الذي كانوا معه عليه السلام كانوا معتقدين لحسن سيرة الشيخين وحقية خلافتهم، محافظين على شأنهما، ذابين عن حريم.... كما يدل عليه ما سيذكره هذا الجامد المعاند من من رواية أبي ذر الهروي والدارقطني المشتملة على اعتراض بعض من سمع سب الشيخين عن جماعة علي عليه السلام بأنهم لولا يرون أنك تضمر ما أعلنوه ما اجترأوا على ذلك،. إلى آخره " ولئن كان عليه السلام في أيام إظهاره لذلك فارغا من حرب أهل البصرة فقد كان من وراءه كيد عائشة الغازية المجاهدة في سبيل الله وغيرها من بقية السيف كعبد الله بن الزبير ومروان وغيرهم من القاصدين لثوران الفتنة وتحريض معاوية على الخروج عليه عليه السلام حتى خرج في قريب من تلك الأيام ومنها أن ما نقله من بعض أئمة أهل البيت من إنكار أعمالهم للتقية يتوجه عليه أنه على تقدير وجود ذلك البعض الذي لم يسمه وتسليم صحة النقل عنه يمكن أن يكون ذلك منه تقية في تقية ووصفه للتقية بالمشومة لو صح أيضا فلعله أراد به كونه شوما على الأعداء كما قيل في الفارسية.
شعر بر دوست مباركست وبر دشمن شوم وكيف لا يكون كذلك مع أنه وسيلة لخلاص الأحباء عن تهلكة الأعداء وضحكهم على لحية هؤلاء. وأما ما نقله عنه ثانيا من قوله " حتى قال بعضهم أغر الأشياء في الدنيا شريف سنى " فوهنه ظاهر لظهور أن الشيعة كما يشعر به لقبهم هذا تابعون لأهل البيت عليهم السلام مقتبسون من مشكاة ولايتهم لا صنع لهم في تقرير عقائد ساداتهم كما يرشد إليه حال سادات المدينة المشرفة وشرفاء مكة المعظمة وأخذ العقائد عن