18 قال: وروى ابن إسحاق عن الزهري عن أنس أنه لما بويع يوم السقيفة جلس من الغد على المنبر فقام عمر فتكلم قبله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله وثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايعوه فبايع الناس أبا بكر البيعة العامة بعد بيعة السقيفة ثم تكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فإني قد وليتكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني الخ.
أقول حديث الزهري وأنس عند الشيعة مستحدث موضوع وقد ذكر الزندويسي الحنفي في كتاب الروضة أن أبا حنيفة طعن في أنس وذكر أبو المعالي الجويني الشافعي أيضا في رسالته المعمولة في بيان أحقية مذهب الشافعي أن أبا حنيفة طعن في أنس ولم يعمل بحديثه وحديث ابن عمر وأبي هريرة وأضرابهم قط فالشيعة في ذلك أعذر ثم لا يخفى أن الإمام الذي احتمل صدور الإسائة عن نفسه واحتياجه فيها إلى تقويم غيره له لا يصلح للإمامة الكبرى عند من لم يكابر عقله وحمل ذلك على هضم النفس تعسف صريح كما سيجئ بيانه إنشاء الله تعالى عن قريب.
19 قال: وأخرج أحمد أن أبا بكر لما خطب بهم يوم السقيفة لم يترك شيئا أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله صلى الله عليه وآله في شأنهم إلا ذكره وقال لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا لسلكت وادي الأنصار ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال وأنت قاعد قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم لفاجرهم فقال له سعد صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء ويؤخذ منه ضعف ما حكاه ابن عبد البر أن سعدا أبى أن يبايع أبا بكر حتى لقي الله تعالى انتهى.