احتج بأشياء تجري مجرى الفضائل والمناقب وذكر القطع له بالجنة أو ما في معناه لو كان معه لاحتج به وذكروه، وفي عدول الجماعة عن ذكره دلالة واضحة على بطلانه (1) لو كان من خالف كتاب الله وغير سنن رسول الله صلى الله عليه وآله وحارب مع علي عليه السلام مرة بعد أخرى وغير ذلك مما قدمنا من قبائح أكثر العشرة داخلا في الجنة لجاز أن يقال: إن فرعون وهامان في الجنة أيضا وأما توصيفه أبا عبيدة بكونه أمين الأمة فجوابه أنه: ما وصفه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وإنما وصفه بذلك أبو بكر وعمر لإعانته إياهما في غصب الخلافة عن أهل البيت عليهم السلام واتفاقه مع الأنصار وارتكابه لبيعة أبي بكر بعد عمر وعدوله عن علي عليه السلام (2) مع هذا الوصف عن النار، ولنعم ما قيل في بعض الأشعار:
شعر غلط الأمين فجازها عن حيدر * والله ما كان الأمين أمينا 44 - قال: الفصل الخامس في ذكر شبه الشيعة والرافضة ونحوهما وبيان بطلانها بأوضح الأدلة وأظهرها.
الأولى - زعموا أنه صلى الله عليه وسلم لم يول أبا بكر عملا يقيم فيه قوانين الشرع والسياسة فدل ذلك على أنه لا يحسنهما وإذا لم يحسنهما لم تصح إمامته لأن من شرط الإمام أن يكون شجاعا والجواب عن ذلك بطلان ما زعموه من أنه صلى الله عليه وسلم لم يوله عملا ففي البخاري عن سلمة بن الأكوع " غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات، مرة علينا أبو بكر ومرة علينا أسامة وولاه صلى الله عليه وسلم الحج بالناس سنة تسع. وما زعموه من أنه لا يحسن ذلك