فقال له قم وصل بالناس وتركني فرضينا به لدنيانا كما رضي به رسول الله صلى الله عليه وآله لديننا " ومر لذلك مزيد بيان في خامس الأجوبة عن خبر " من كنت مولاه فعلي مولاه " وفي الباب الثاني وفي غيرهما فراجع ذلك كله فإنه مهم. ومما يلزم من المفاسد والمساوي والقبائح العظيمة على ما زعموه من نسبة علي إلى التقية أنه كان جبانا ذليلا مقهورا أعاذه الله من ذلك وحروبه للبغاة لما صارت الخلافة له ومباشرته ذلك بنفسه ومبارزته للألوف من الأمور المستفيضة التي تقطع بكذب ما نسبه إليه أولئك الحمقى والغلاة إذ كانت الشوكة من البغاة قوية جدا ولا شك أن بني أمية كانوا أعظم قبائل قريش شوكة وكثرة جاهلية وإسلاما وقد كان أبو سفيان بن حرب هو قائد المشركين يوم أحد ويوم الأحزاب وغيرهما وقد قال لعلي لما بويع أبو بكر ما مر آنفا فرد عليه ذلك الرد الفاحش وأيضا فبنو تيم ثم بنو عدي قوما الشيخين من أضعف قبائل قريش فسكوت على لهما مع أنه كما ذكر وقيامه بالسيف على المخالفين لما انعقدت البيعة له مع قوة شكيمتهم أوضح دليل على أنه كان دائرا مع الحق حيث دار وأنه من الشجاعة بالمحل الأسنى وأنه لو كان معه وصية من رسول الله صلى الله عليه وآله في أمر القيام على الناس لأنفذ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان السيف على رأسه مصلتا، لا يرتاب في ذلك إلا من اعتقد فيه رضي الله عنه ما هو منه برئ. ومما يلزمهم أيضا على التقية المشومة عليهم أنه رضي الله عنه لا يعتمد على قوله قط لأنه حيث لم يزل في اضطراب من أمره فكل ما قاله يحتمل أنه خالف فيه الحق خوفا وتقية ذكره حجة الإسلام أبو حامد الغزالي وقال غيره بل يلزمهم ما هو أشنع من ذلك وأقبح كقولهم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعين الإمامة إلا لعلي فمنع من ذلك فقال مروا أبا بكر تقية فيتطرق احتمال ذلك إلى كل ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يفيد حينئذ إثبات العصمة شيئا وأيضا فقد استفاض عن علي رضي الله عنه أنه كان
(٢٨٢)