رجاء شفاعة غيره سيما أبو بكر الذي لا شافع له ولا حميم يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، اللهم إلا أن قصد به مجرد التقية فافهم. وأما قوله عليه السلام " ولقد ولدني مرتين " فبيان للواقع لا للافتخار به كيف وقد مر الاتفاق على أن قوم أبي بكر أرذل طوائف قريش وقد وقع التصريح به من أبي سفيان كما مر وقال علي عليه السلام في شأن محمد بن أبي بكر " إنه ولد نجيب من أهل بيت سوء " فتدبر.
74 - قال: وأخرج أيضا عن زيد بن علي أنه قال لمن يتبرأ منهما: أعلم والله أن البراءة من الشيخين البراءة من علي فتقدم أو تأخر. وزيد هذا كان إماما جليلا استشهد في صفر سنة إحدى وعشرين ومائة ولما صلب عريانا جاءت العنكبوت ونسجت على عورته حتى حفظت عن رؤية الناس فإنه استمر مصلوبا مدة طويلة وكان قد خرج وتابعه خلق من الكوفة وحضر إليه كثير من الشيعة فقالوا له أبرأ عن الشيخين ونحن نبايعك فأبى، فقالوا إنا نرفضك فقال اذهبوا فأنتم الرافضة فمن حينئذ سموا الرافضة وسميت شيعته بالزيدية انتهى.
أقول: بعد تسليم صحة السند أراد رضي الله عنه بقوله البراءة من علي أن عليا عليه السلام أمر شيعته بالتقية والاحتراز عن الطعن في أبي بكر وعمر فمن تبرأ عنهما تبرأ عن علي عليه السلام لمخالفة أمره. وأما ما ذكره من " أن الشيعة التي حضروا إليه قالوا له أبرأ عن الشيخين،. إلى آخره " فكذب محض لأن الشيعة لو لم يعلموا علما قطعيا بأن زيدا رضي الله عنه على ما عليه آبائه عليهم السلام من فساد حال الشيخين لما حضروا إليه من أول الأمر ولما اغتروا بإظهار تبريه لهما أيضا لتجويزهم أعماله للتورية حينئذ وإنما توهم المخالف ذلك من حال زيد رضي الله عنه ومقاله من قول بعضهم لزيد عند اضطراره