(انتهى) بل قد ذكر صاحب الفتوح عند ذكر بني حنيف وبني كندة أن منشأ مخالفة طوائف العرب الذين منعوا أبا بكر في أيام خلافته من الزكاة حتى سماهم بأهل الردة وقاتلهم عليه إنما كان اعتقادهم حقية خلافة أهل البيت عليهم السلام وقد جهم في خلافة أبي بكر فقد روى بعض المتقدمين أنه لما بويع لأبي بكر دخل مالك بن نويرة سيد بني حنيف رضي الله عنه المدينة لينظر من قام بالأمر بعد النبي صلى الله عليه وآله وكان يوم الجمعة فلما دخل المسجد وصعد أبو بكر ليخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله فلما نظر إليه قال هذا أخو تيم؟ قالوا نعم قال فما فعل وصي رسول الله صلى الله عليه وآله الذي أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله باتباعه وموالاته فقال له المغيرة بن شعبة إنك غبت وشهدنا والأمر يحدث بعد الأمر فقال مالك بالله ما حدث شئ ولكنكم خنتم الله في رسوله ثم تقدم إلى أبي بكر وقال يا أبا بكر لم رقيت منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ووصي رسول الله جالس فقال أبو بكر أخرجوا الأعرابي البوال على عقبيه من المسجد فقام إليه عمر وخالد وقنفذ فلم يزالوا يلكزونه في ظهره حتى أخرجوه من المسجد كرها بعد إهانة وضرب فركب مالك راحلته وهو يقول:
شعر أطعنا رسول الله ما كان بيننا * فيا قوم ما شأني وشأن أبي بكر إذا مات بكر قام بكر مقامه * فتلك وبيت الله قاصمة الظهر فلو قام بالأمر الوصي عليهم * أقمنا ولو كان القيام على الجمر قال الراوي فلما توطأ الأمر لأبي بكر بعث خالد بن الوليد في جيش وقال علمت ما قال ابن نويرة في المسجد على رؤس الأشهاد وما أنشده من شعره ولسنا نأمن من أن ينفتق علينا منه فتق لا يلتأم والرأي أن تخدعه وتقتله وتقتل كل من يبارزك دونه وتسبي