علي عليه السلام وعثمان والاقتداء بهما ومنافاته لما رووه من حديث " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " وإن أريد به الاقتداء بهما في الجملة فجاز أن يكون المراد الاقتداء بهما في بعض الأمور بل يكون قضية في واقعة فلا يجب استحقاقهما للإمامة.
وأما ثالثا فلأنه قد ظهر اختلاف كثير بين أبي بكر وعمر فيلزم أن يكون الناس مأمورين بالعمل بالمختلفين وذلك لا يليق بحال النبي صلى الله عليه وآله.
وأما رابعا فلأنه لو صح هذا الحديث بالمعنى الذي فهموه منه لكان نصا على إمامتهما، ولما وقعت المنازعة بين الصحابة في تعيين الإمام بعد النبي صلى الله عليه وآله وقد وقعت، فمال بعضهم إلى علي عليه السلام، وبعضهم إلى أبي بكر، وقالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، ولما احتاج أبو بكر في مدافعة الأنصار إلى الاحتجاج عليهم بعشيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وقومه، وما شاكل ذلك فكان يقول: يا معشر الأنصار قد أمركم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وغيركم بالاقتداء بنا في جميع الأمور فليس لكم مخالفة أمره عليه السلام ونحن نعلم قطعا إنه مع وجود مثل هذه الحجة لا يتمسك بغيرها فلما لم يذكرها علمنا أنه موضوع.
وأما خامسا فلتطرق تهمة التحريف في راويه ولعله صلى الله عليه وآله قال اقتدوا بالذين من بعدي أبا بكر وعمر " على أن يكونا مأمورين بالاقتداء واللذان بعد النبي صلى الله عليه وآله كتاب الله وعترته كما ذكر في الخبر المشهور المتفق عليه و هو قوله صلى الله عليه وآله وسلم " إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي " هذا وقال شيخنا الأجل ابن بابويه القمي رحمه الله في كتاب عيون أخبار الرضا " إنهم لم يرووا أن النبي صلوات الله عليه قال اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر وإنما رووا أبا بكر وعمر ومنهم من روى أبو بكر وعمر فلو كانت