ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبرئيل وميكائيل، وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر (انتهى).
أقول: سنذكر بعد ذلك أخبارا أخر في هذا المعنى أيضا ويتوجه على الكل أن الوزارة في اللغة تستعمل بمعنى المعونة، ومعونة رسول الله صلى الله عليه وآله لا تكون إلا من جهتين لا ثالث لهما منهما المعونة في التأدية والإبلاغ إلى الناس من دين الله عز وجل الذي جاء به من عنده كما قال تعالى " ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا " فكان هارون مبلغا مع موسى مؤديا معه رسالات الله تعالى معينا له على دين الله تعالى، والوجه الثاني هو المعونة بمجاهدة الكفار و محاربتهم ولم يكن أبو بكر معينا للنبي صلى الله عليه وآله بشئ من هذين الوجهين وهو ظاهر ولا نعرف في معونة الرسول وجها ثالثا وذلك أن في الوزارة لسائر الناس ما يكون معه الرأي والمشاورة والتدبير وقد قدمنا الإشارة إلى أن هذا مما لا يجوز أن يظن لأحد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن الرسل لا يستعملون آراءهم وتدبيرهم دون تدبير الله وأمره وإنما هم يصيرونه عن أمر الله ونهيه وتدبيره في وجوه متصرفاتهم من حرب إلى سلم، إلى تقديم، إلى تأخير، إلى غير ذلك، ومن كان الله مدبره ومختارا له في متصرفاته كان مستغنيا عن مشاورة رعيته وتدبيرهم معه وهذا ما لا يجوز أن نظنه دونهم في نبي ولا رسول ولا حجة لله يحتج بها على عباده، وأيضا يكذب ما ذكره من أن لكل نبي وزيرين من أهل الأرض أن موسى عليه السلام مع كونه نبيا من أولي العزم لم يسمع أحد له غير هارون عليه السلام وزيرا فظهر أن في الخبر وضعا وتزويرا.
126 - قال: وأخرج أحمد والترمذي عن علي وابن ماجة عنه أيضا وعن أبي جحيفة وأبو يعلى في مسنده وأيضا في المختار عن أنس، والطبراني في الأوسط