أفصح العرب وأكرمهم مثلا لا يقتضي لغة وعرفا يكون كل واحد من آحاده كذلك لظهور وجود الآحاد المتصفة بأضداد ذلك من الغي واللؤم فيهم بل قد أطبقوا على أن طائفة تيم قوم أبي بكر قاطبة من أراذل قريش وقد نقلوا النص على ذلك عن أبي سفيان وغيره عند البيعة على أبي بكر على أن هذا الحديث معارض بما رواه هذا الجامد في أواخر كتابه عند بيان وقوع الخلاف في التفضيل بين الصحابة ومن جاء بعدهم من صالحي هذه الأمة حيث قال ذهب أبو عمر بن عبد البر إلى أنه يوجد فيمن يأتي بعد الصحابة من هو أفضل من بعض الصحابة واحتج على ذلك بخبر عمر قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله قال: أتدرون أي خلق أفضل إيمانا؟
قلنا الملائكة قال وحق لهم بل غيرهم قلنا الأنبياء قال وحق لهم بل غيرهم ثم قال صلى الله عليه وآله أفضل الخلق إيمانا قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني فهم أفضل الخلق إيمانا " وبحديث " مثل أمتي مثل المطر لا يدرى آخره خير أم أوله " وبخبر " ليدركن المسيح أقواما إنهم لمثلكم أو خير ثلاثا " الحديث وقال صاحب الاستغاثة في بدع الثلاثة: إن مضمون هذا الحديث مخالف لحقائق النظر، خارج عن العدل والحكمة، وذلك لأنه إن كان خيريتهم وفضلهم من جهة تقدم خلقهم في الأزمنة المتقدمة لما بعدها فقد زعموا أن أمة محمد صلى الله عليه وآله أفضل من من الأمم التي مضت قبلها، وأن محمدا ص أفضل من الأنبياء عليهم السلام الذين