الشيعة يوم العرض بل يرون ذلك من أرفع أعمال الفرض وقد سبق منا زيادة كلام يتعلق بما في هذه التخطئة فيما كتبناه على أوائل الفصل الثاني فتذكر.
27 - قال: الفصل الثالث في النصوص السمعية الدالة على خلافته من القرآن والسنة.
أما النصوص القرآنية فمنها قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم " أخرج البيهقي عن الحسن البصري أنه قال: هو والله أبو بكر لما ارتدت العرب جاهدهم هو وأصحابه حتى ردهم إلى الإسلام انتهى أقول: ليس أحد ممن حاربهم أبو بكر بأصحابه من أهل الردة كما ذكره ابن حزم في مسألة أحكام المرتدين من كتابه الموسوم بالمجلى حيث قال: إن المتسمين بأهل الردة قسمان قسم لم يؤمن قط كأصحاب مسيلمة وسجاح فهؤلاء حربيون لم يسلموا قط لا يختلف أحد في أنه يقبل توبتهم وإسلامهم والثاني قوم أسلموا ولم يكفروا بعد إسلامهم لكن منعوا الزكاة من أن يدفعوها إلى أبي بكر فعلى هذا قوتلوا ولم يختلف الحنفيون والشافعيون في أن هؤلاء ليس لهم حكم المرتد أصلا وهم قد خالفوا فعل أبي بكر فيهم ولا نسميهم أهل الردة ودليل ما قلناه شعر الحطيئة المشهور الذي يقول فيه:
شعر أطعنا رسول الله ما كان بيننا * فيالهفا ما بال دين أبي بكر أيورثها بكر إذا مات بعده * فتلك لعمر الله قاصمة الظهر وأين التي طالبتم فمنعتم * لك التمر أو أحلى لدي من التمر فياليتني دودان رحلي وناقتي * عشية نجد بالرماح أبو بكر