صلى الله عليه وآله يسمع من وراء الباب فخرج مغضبا فقال ما بال أقوام ينقصون عليا من نقص عليا فقد نقصني ومن فارق عليا فقد فارقني إن عليا مني وأنا منه خلق من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم وأنا أفضل من إبراهيم ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم يا بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ،. الحديث وإذا وقع فيه الاعتراض من النبي صلى الله عليه وآله على بريدة عند شكايته بل على كل من توقع منه صدور مثل ما صدر عن بريدة وذكر فيه فضائل علي عليه السلام والحث على متابعته والنهي عن مفارقته إلى غير ذلك لم يبق معه حاجة إلى تكرار ذلك عن قريب في غدير خم على الوجه الذي وصفناه. وأما ما صححه عن الذهبي ذهب الله بنوره من أنه صلى الله عليه وآله قال عند شكوة بريدة عن علي عليه السلام عنده صلى الله عليه وآله " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قال بلى يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه " فهو أيضا دليل على إمامته عليه السلام لأن شكوته إنما كان لأجل جارية أخذها علي عليه السلام من خمس الغنائم لنفسه كما مر قبيل ذلك نقلا عن هذا الجامد فقوله ص في جواب ذلك من كنت مولاه فعلي مولاه صريح في حكمه صلى الله عليه وآله على مساواة علي عليه السلام له في أولوية التصرف وينادي على إرادة هذا المعنى بأعلى صوت ما نقله من رواية ابن بريدة كما لا يخفى. وأما طعنه فيها " بأن في طريقها الأصلح فليس بغريب " فإن طعن كل صالح أو أصلح روى شيئا من فضائل علي عليه السلام عادة مستمرة لهم سيما إذا استشموا منها ما يوجب القدح في بعض مطالبهم وإن صححها مثل ابن معين منهم وبالجملة من قبائح عادات القوم وفضائح وقاحاتهم أنهم إذا وجدوا آية نازلة في فضائل أهل البيت ومناقبهم أو حديثا كذلك قد استدل به الشيعة على أفضليتهم وأحقيتهم فمع أنهم رووه أيضا قبل ذلك في كتبهم يردونه حينئذ تارة بإحداث مخالف، وتارة بضعف الراوي، وتارة
(١٨٥)