في مسجدي إذ وثب عليه طائفة من كلاب أهل النار يريد قتله ولا شك أنكم هم فأومى إليه عمر بالسيف فجذبه علي حتى جلد به الأرض وقال يا ابن صهاك الحبشية أبأسيافكم تهددوننا وبجمعكم تكاثروننا والله لولا كتاب من الله سبق وعهد من رسول الله تقدم لأريتكم أينا أقل عددا واضعف ناصرا وقال لأصحابه تفرقوا انتهى فأحسن تأمله وهل هذا إلا مصادرة 15 قال: وفي رواية أن أبا بكر احتج الأنصار بخبر الأئمة من قريش وهو حديث صحيح ورد من طرق نحو أربعين صحابيا أقول الحديث صحيح ويؤيده قوله عليه السلام في صحاح الأحاديث أن الإسلام لا يزال عزيزا ما مضى فيهم اثني عشر خليفة كلهم من قريش لكن المراد من الخليفة الأول القرشي علي " ع " إلا أنهم لما أوقعوا في القلوب أنه عليه السلام تقاعد من تصدى الخلافة كما ذكرناه سابقا موهوما ذلك بجواز العدول إلى قرشي آخر فتدبر 16 قال: وأخرج النسائي وأبو يعلى والحاكم وصححه عن ابن مسعود رض أنه قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير فأتاهم عمر بن الخطاب فقال يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس وأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر فقال الأنصار نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر انتهى أقول أولا إن رواية الحاكم لهذا الحديث عن ابن مسعود كاذبة بل هي مما رواه الحسن البصري عن عائشة وقال أنه نص خفي على إمامة أبي بكر والحسن البصري ممن قدح فيه الشيعة والشافعي حيث نقل عنه ابن المعالي الجويني أنه قال فيه كلام وأما عائشة
(٥٩)