بالقطع حتى عند الأشعري أيضا بناء على معتقد الشيعة والرافضة وذلك لأنه ورد من علي عليه السلام،. إلى آخره " مردود بأن ما زعم وروده عن علي عليه السلام إنما نقله رواة أهل السنة فلا يعتقد الشيعة شيئا من ذلك وحينئذ لو بنى الأشعري على ذلك لكان بناء على الهواء، ورقما على الماء، وأيضا الخبر الواحد سواء اعتقده الشيعة أم لا إنما يفيد الظن ومن أين علم أن دعوى تواتر ذلك عن علي عليه السلام كما ادعاه الذهبي ذهب الله بنوره مما يصير حجة على الأشعري؟ مع تصريح الجمهور في كتب أصول الحديث بأن الخبر المتواتر قليل جدا.
وأما السادس والعشرون - فلأن ما رواه عن البخاري من حديث الخير فلا خير فيه إذ مع ما سمعت من اعتقاد الشيعة في روايات أهل السنة سيما البخاري يجوز أن يكون لفظ الخير فيها محمولا على مخفف خير بالتشديد كما مر وغاية الأمر فيه أعمال اللفظ المشترك رعاية للتقية فتدبر.
وأما السابع والعشرون - فلأن قوله " وفي بعضها ألا وإنه بلغني أن رجالا يفضلوني عليهما فمن وجدته فضلني عليهما فهو مفتر، عليه ما على المفتري " قريب مما رواه متصلا بهذا عن الدارقطني عن علي عليه السلام أيضا من أنه " لا أجد أحدا فضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري " وما رواه في الفصل الثاني الآتي عن علي عليه السلام أيضا حيث قال " إنه لا يفضلني أحد على أبي بكر إلا جلدته حد المفتري " وقد أشرنا سابقا إلى الجواب عنها والحاصل إنا نقول بمضمونها وإنها لنا لا علينا لأن تفضيل علي عليه السلام على أبي بكر وعمر متضمن لثبوت أصل الفضل لهما وهو افتراء بلا امتراء بل القول بأن عليا عليه السلام أفضل من أبي بكر وعمر يجري مجرى أن يقال إن فلانا أفقه من الحمار، وأعلم من الجدار، وقد نسب إلى المأمون العباسي أنه أجاب عن ذلك أيضا