والارتياض، حتى يفيض العلم به عليه من جناب الوهاب الفياض.
وأما ثانيا فلأنا لا نسلم أن يكون من عظماء الملة وعلماء الأمة من خرج عن إجماعهم عظماء أهل البيت عليهم السلام وعلماء الأصحاب رضي الله عنهم كسلمان ومقداد وأبي ذر وغيرهم كما سيرويه هذا الشيخ المبهوت عن ابن عبد البر، واف لإجماع خرج عنه أهل البيت، ومن اشتعل سراج تحقيقهم من ذلك الزيت.
وأما ثالثا فلأن ما ذكره من الاختلافات الكثيرة الواقعة بين أهل السنة في تفضيل بعض الخلفاء على بعض وترجيح بعضهم على بعض فلا يؤدي إلى طائل ولا يرجع إلى حاصل، وهم يضحكون على هذه الترجيحات المستندة إلى الروايات والأقوال المذكورة فيما بين أهل السنة بل هم ربما يرتفعون عن التلفظ بتفضيل علي على أبي بكر ويرون ذلك إزراء لجلالة قدر علي عليه السلام وغزارة فضله إذ لا نسبة لأبي بكر إليه في الفضل أصلا فتفضيله عليه السلام عليه يكون كقولنا " السيف أمضى من العصا، والتبر أعلى من الحصا " كما قال الفاضل الشاعر.
شعر يقولون لي فضل عليا عليهم * ولست أقول التبر أعلى من الحصا إذا أنا فضلت الإمام عليهم * أكن بالذي فضلته متنقصا ألم تر أن السيف تزرى بحده * مقالة هذا السيف أمضى من العصا وعلى هذا يحمل لو صح ما سيجئ روايتهم عنه عليهم السلام من أنه قال " من فضلني على أبي بكر جلدته جلد المفتري " كما سنوضحه عن قريب إن شاء الله تعالى فعلى ما ذكرناه يكون زيادتهم تعمد تفضيل عثمان المهان المرتاب، في أسماع شيعة مولانا أبي تراب، كصرير الباب، وطنين الذباب.