بأنكم رويتم عن إمامكم أبي بكر أنه قال " وليتكم ولست بخيركم " فأي الرجلين أصدق؟ أبو بكر على نفسه، أو علي على أبي بكر.. وأيضا لا بد وأن يكون في قوله هذا صادقا أو كاذبا فإن كان صادقا كان الواجب عليه خلع نفسه عن الإمامة لأن كلامه سيما مع تتمته المروية متفقا بقوله " وعلي فيكم " يدل دلالة ظاهرة على عدم تفضيل المفضول كما أشرنا إليه آنفا وإن كان غير صادق فلا يليق أن يلي أمور المسلمين ويقوم بأحكامهم ويقيم حدودهم كذاب كما لا يخفى.
92 - قال: وفي رواية صحيحة أنه قال علي لعمر وهو مسجى " صلى الله عليك ودعا له " انتهى.
أقول بعد منع صحة الرواية لعل تلك الصلاة وقعت عنه عليه السلام عندما سجي عمر بثوب الكفن ووضع في بيت النبي صلى الله عليه وآله مترصدين لدفنه في جواره صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام إنما صلى على النبي صلى الله عليه وآله لمشاهدته لمرقده حينئذ فاشتبه الأمر على الناس، وعلى تقدير تسليم وقوع تلك الصلاة قبل كفن عمر وإخراجه إلى بيت النبي صلى الله عليه وآله فيجوز أن يكون عليه السلام قد استحضر النبي صلى الله عليه وآله في ذهنه ذلك الوقت فصلى عليه بصيغة الخطاب كما في قوله تعالى " إياك نعبد وإياك نستعين " فوقع الاشتباه. وأما الدعاء فلعله كان عليه سرا لا جهرا أو كان جهرا ولكن بأعماله عليه السلام الألفاظ الإيهامية كما سبق من قول الصادق عند ذكر أبي بكر وعمر " إنهما كانا إمامين عادلين قاسطين كانا على الحق وماتا على الحق فرحمة الله عليهما يوم القيامة " فتذكر.
93 - قال: وأخرج الحافظ أبو ذر الهروي من طرق متنوعة والدارقطني وغيرهما عن أبي جحيفة أيضا " دخلت على علي في بيته فقلت: يا خير الناس بعد رسول