الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال مهلا يا أبا جحيفة ألا أخبرك بخير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر ويحك يا أبا جحيفة لا يجتمع حبي وبغض أبي بكر وعمر في قلب مؤمن " وإخباره بكونهما خير الأمة ثبتت عنه من رواية ابنه محمد بن الحنفية وجاء عنه من طرق كثيرة بحيث يجزم من تتبعها بصدور هذا القول من علي والرافضة ونحوهم لما لم يمكنهم إنكار صدور هذا القول منه لظهوره عنه بحيث لا ينكره إلا جاهل بالآثار أو مباهت قالوا إنما قال علي ذلك تقية ومر أن ذلك كذب وافتراء وسيأتي أيضا وأحسن ما يقال في هذا المحل " ألا لعنة الله على الكاذبين ".
أقول: لا يلزم من كون أبي جحيفة صحابيا صاحبا لعلي عليه السلام كما ذكره علماء الرجال من الطرفين أن يكون كل ما نقل عنه صحيحا لجواز أن يكون الخلل فيمن نقل عنه من أهل السنة الذين جرت عادتهم على وضع الخبر على سادات أهل البيت عليهم السلام وعلماء شيعتهم نصرة لضعف مذاهبهم وآراءهم الجاهلية ولو سلم يجوز أن يكون المراد من لفظ الخير في الخبر الخير المخفف من المشدد ومع ذلك يكون واقعا تقية وأما ما نسب إليه عليه السلام من قوله " لا يجتمع بغضي وحب أبي بكر وعمر في قلب مؤمن " فصريح في أعمال التقية لأن نفي هذا الاجتماع يمكن أن يكون بحب المجموع وببغض المجموع وبعدم شئ من بغض علي وحب أبي بكر وعمر ويتحقق هذا بحب علي عليه السلام وبغضهما كما هو وظيفة المؤمن. وأما ما ذكره " من أنه لم يمكن للشيعة إنكار صدور هذا القول عن علي عليه السلام " فمكابرة على الواقع لأنهم كما أشرنا إليه منعوا أولا صحة الخبر ثم تنزلوا إلى احتمال صدوره على وجه ولقد تكلمنا فيما مر على ما مر وسيأتي إن شاء الله على ما سيأتي فتذكر وانتظر ولقد صدق في أحسنية أن يقال في هذا المحل " ألا لعنة الله على الكاذبين " بل هو أحسن