يومئذ دينار ولا درهم وأخرج أيضا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر: يؤتى بصاحب الدين يوم القيامة فيقول الله: فيم أتلفت أموال الناس؟ فيقول: يا رب إنك تعلم أنه أتى علي إما حرق وإما عرق، فيقول: فإني سأقضي عنك اليوم فيقضي عنه. وأخرج أحمد وأبو نعيم في الحلية والبزار والطبراني بلفظ: يدعى بصاحب الدين يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عز وجل فيقول: يا بن آدم فيم أخذت هذا الدين؟ وفيم ضيعت حقوق الناس؟ فيقول: يا رب إنك تعلم أني أخذته فلم آكل ولم أشر ب ولم أضيع ولكن أتى على يدي إما حرق وإما سرق وإما وضيعة، فيقول الله: صدق عبدي وأنا أحق من قضى عنك، فيدعو الله بشئ فيضعه في كفة ميزانه فترجح حسناته على سيئاته فيدخل الجنة بفضل رحمته. وأخرج البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من أخذ أموال الناس يريد أدائها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله. وأخرج ابن ماجة وابن حبان والحاكم من حديث ميمونة. ما من مسلم يدان دينا يعلم الله أنه يريد أداءه إلا أدى الله عنه في الدنيا والآخرة. وأخرج الحاكم بلفظ: من تداين بدين في نفسه وفاؤه ثم مات تجاوز الله عنه وأرضى غريمه بما شاء. وقد ورد أيضا ما يدل على أن من مات من المسلمين مديونا فدينه على من إليه ولاية أمور المسلمين يقضيه عنه من بيت مالهم، وإن كان له مال كان لورثته. أخرج البخاري من حديث أبي هريرة: ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة، اقرؤوا إن شئتم النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فأيما مؤمن مات وترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، ومن ترك دينا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه. وأخرج نحوه أحمد وأبو داود والنسائي، وأخرج أحمد وأبو يعلى من حديث أنس: من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا فعلى الله وعلى رسوله. وأخرج ابن ماجة من حديث عائشة: من حمل من أمتي دينا فجهد في قضائه فمات قبل أن يقضيه فأنا وليه وأخرج ابن سعد من حديث جابر يرفعه: أحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة من مات فترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي. وأخرج أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجة في حديث آخر: من ترك ما فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي وأنا أولى بالمؤمنين. وفي معنى ذلك عدة أحاديث ثبتت عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قالها بعد أن كان يمتنع من الصلاة على المديون، فلما فتح
(٥٤)