من ذلك الا القذف فكان قذفا كما قال زنيت، وقال ابن حامد إن كان عاميا فهو قذف لأنه لا يريد به الا القذف، وإن كان من أهل العربية لم يكن قذفا لأن معناه في العربية طلعت فالطاهر انه يريد موضوعه ولأصحاب الشافعي في كونه قذفا وجهان، وان قال زنأت في الجبل فالحكم فيه كما لو قال زنأت ولم يقل في الجبل، وقال الشافعي ومحمد بن الحسن ليس بقذف قال الشافعي ويستحلف على ذلك ولنا انه إذا كان عاميا لا يعرف موضوعه في اللغة تعين مراده في القذف ولم يفهم منه سواه فوجب أن يكون قذفا كما لو فسره بالقذف أو لحن لحنا غير هذا (فصل) فإن قال لرجل يا زانية أو لامرأة يا زاني فهو صريح في قذفهما اختاره أبو بكر، وهو مذهب الشافعي واختار ابن حامد أنه ليس بقذف إلا أن يفسره به وهو قول أبي حنيفة لأنه يحتمل أن يريد بقوله يا زانية أي يا علامة في الزنا كما يقال للعالم علامة وللكثير الرواية رواية ولكثير الحفظ حفظة ولنا أن ما كان قذفا لاحد الجنسين كان قذفا للآخر كقوله زنيت بفتح التاء وكسرها لهما جميعا ولان هذا اللفظ خطاب لهما وإشارة إليهما بلفظ الزنا وذلك يغني عن التمييز بتاء التأنيث وحذفها وكذلك لو قال للمرأة يا شخصا زانيا أو للرجل يا نسمة زانية كان قاذفا، وقولهم إنه يريد بذلك أنه
(٢١٧)