وقصدوا الائتمام به وعرفوا أركان الصلاة فأتوا بها ودلت الآية على أنه ما لم يعلم ما يقول فهو سكران، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بسكران فقال (ما شربت؟) فقالت ما شربت إلا الخليطين، وأتي بآخر سكران فقال ألا أبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أني ما سرقت ولا زنيت فهؤلاء قد عرفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتذروا إليه وهم سكارى، وفي حديث حمزة عن النبي صلى الله عليه وسلم حين غنته قينة وهو سكران الا يا حمز للشرف النواء * وهن معقلات بالفناء وكان علي أناخ شارفين له بفناء البيت الذي فيه حمزة فقام إليها فبقر بطونها واجتث أسنمتها فذهب علي فاستعدى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حمزة محمرة عيناه فلامه النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إليه والى زيد بن حارثة فقال وهل أنتم الا عبيد لأبي؟ فانصرف عنه رسول الله فقد فهم ما قالت القينة في غنائها وعرف الشارفين وهو في غاية سكره، ولان المجنون الذاهب العقل بالكلية يعرف السماء من الأرض والرجل من المرأة مع ذهاب عقله ورفع القلم عنه (مسألة) قال (ويضرب الرجل في سائر الحدود قائما بسوط لا خلق ولا جديد ولا يمد ولا يربط ويتقى وجهه) قوله سائر الحدود يعني جميع الحدود التي فيها الضرب. وفي هذه المسألة ثلاث مسائل (أحدها) أن الرجل يضرب قائما وبه قال أبو حنيفة والشافعي وقال مالك يضرب جالسا رواه حنبل عن أحمد لأن الله تعالى لم يأمر القيام ولأنه مجلود في حد فأشبه المرأة ولنا قول علي رضي الله عنه لكل موضع في الجسد حظ يعني في الجد الا الوجه والفرج، وقال للجلاد اضرب وأوجع واتق الرأس والوجه ولان قيامه وسيلة إلى اعطاء كل عضو حظه من
(٣٣٦)