اللهم بك وثقت وعليك توكلت فنعم الرب أنت ونعم المولى ونعم النصير.
ثم اشتر هديك إن كان من البدن أو من البقر وإلا فاجعله كبشا سمينا فحلا فإن لم تجد فحلا فموجوء من الضأن فإن لم تجد فتيسا فحلا فإن لم تجد فحلا فما تيسر لك، وعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، ولا تعط الجزار جلودها ولا قلائدها ولا جلالها ولا شيئا منها ولكن تصدق بها ولا تعط السلاخ منها شيئا.
وقال والدي رحمه الله في رسالته إلى: يا بني اعلم أنه لا يجوز في الأضاحي من البدن إلا الثني وهو الذي تم له سنة ودخل في الثانية. ويجزئ من المعز والبقر الثني وهو الذي تم له خمس سنين ودخل في السادسة ويجزئ من الضأن الجذع لسنة ويجزئ البقرة عن خمسة نفر إذا كانوا من أهل البيت، وروي: أن البقرة لا تجزئ إلا عن واحد فإذا عزت الأضاحي أجزأت شاة عن سبعين. وإذا اشتريت هديك فانحره أو اذبحه وقل:
وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك بسم الله وبالله والله أكبر اللهم تقبل مني.
ثم اذبح وانحر ولا تنخع حتى يموت، ثم كل وتصدق وأطعم وأهد إلى من شئت، وسئل الصادق ع عن قول الله تبارك وتعالى: فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر. قال: القانع الذي يقنع بما تعطيه والمعتر الذي يعتريك.
وسئل عن لحوم الأضاحي فقال: كان علي بن الحسين وأبو جعفر ع يتصدقان بثلث على جيرانهم وثلث على السؤال ويمسكان الثلث الآخر لأهل البيت.
وكره أبو عبد الله أن يطعم المشرك من لحوم الأضاحي، وكان علي بن الحسين ع يطعم من ذبيحته الحرورية ويعلم أنهم حرورية، ولا بأس باخراج الجلد والسنام من الحرم، ولا يجوز اخراج اللحم منه وسئل الصادق ع عن فداء الصيد يأكل صاحبه من لحمه؟ فقال: يأكل من أضحيته ويتصدق بالفداء.