الأحدية فللعقل على الأحدية ولادة وعلى الاستناد إليه ولادة وعلى كل لا يكون له على عينه ولادة فأما هويته وحقيقته فما لعقل عليها ولادة وقد نفى ذلك بقوله ولم يولد ومن هنا تعرف أن كل عاقل له في ذات الله مقالة إنما عبد ما ولده عقله فإن كان مؤمنا كان طعنا في إيمانه وإن لم يكن مؤمنا فيكفيه إنه ليس بمؤمن ولا سيما بعد بعثة محمد ص العامة وبلوغها إلى جميع الآفاق وإن لله عبادا عملوا على إيمانهم وصدقوا الله في أحوالهم ففتح الله أعين بصائرهم وتجلى لهم في سرائرهم فعرفوه على الشهود وكانوا في معرفتهم تلك على بصيرة وبينة بشاهد منهم وهو الرسول المبعوث إليهم فإن الله جعل الرسل شهداء على أممهم ولأممهم فمع كون هذا المؤمن على بينة من ربه حين تجلى له تلاه في تلك الحال شاهد منه وهو الرسول فأقامه له في الشهود مرآة فقال له هذا الذي جئتك من عنده فلما أبصره ما أنكره بعد ذلك مع اختلاف صور التجلي فربما كني عنه من هذه حالته من المؤمنين بما وصف نفسه في كتبه أو على ألسنة رسله أو وصفته به رسله فآمن العاقل المؤمن يذلك من كتاب الله وقول الرسول وكفر بذلك من قول صاحب هذه الحالة من المؤمنين المتبعين وأما غير المؤمنين فهم الذين يقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس وهم الورثة الذين دعوا إلى الله على بصيرة كما دعوا الرسل قال تعالى عنه ص أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ومعنى البصيرة هنا ما ذكرناه أي على الكشف مثل كشف الرسل فكيف آمن بهذا المؤمن من الرسول وكفر به بعينه من التابع رسول الله ص أخيه المؤمن إذا جاء به فلا أقل من أن يأخذه منه حاكيا وما رأينا ولا سمعنا عن صاحب كشف إلهي من المؤمنين خالف كشفه ما جاءت به الرسل جملة واحدة ولا تجده فقد علمت الفرق بين العقلاء في معرفة عينه وبين الرسل والأولياء وما جاءت به الكتب المنزلة في ذلك فالمؤمن عند ما أعطاه سبيله والعاقل عند ما أعطاه دليله وأين حكم العقل من حكمه * سبحانه جل على نفسه هيهات لا يعرفه غيره * إلا به إذ ليس من جنسه والعقل قد أدخل معبوده * بفكره القاصر في حبسه وقال هذا ولدي صنته * في خلدي فهو على قدسه كلام حال فإذا حوقلوا * قالوا تعالى الله في نفسه فخالقي المخلوق لي فاعتبر * في فرعه الأعلى وفي رأسه فعليك بعبادة الله التي جاء بها الشرع وورد بها السمع ولا تكفر بما أعطاك دليلك المؤدي إلى تصديقه وقصارى الأمر إن تسلم له ولأمثاله مقالته في ربه لثبوت صدقه وثبوت المؤمن على اتباعه فإذا أنصفت في الأمر وعلمت ما نطقت به الرسل ع في حق الله جوزت أن تهب من تلك المعرفة نفحة على قلوب المتبعين من المؤمنين تؤديهم إلى الموافقة في النطق وإنه حيث كان لسان الحق فتسلمه في الفرع كما سلمته في الأصل بجامع الموافقة وإياك والكفران فإنه غاية الحرمان فتكون من الذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون فاعبد ربك المنعوت في الشرع حتى يأتيك اليقين فينكشف الغطاء ويحتد البصر فترى ما رأى وتسمع ما سمع فتلحق به في درجته من غير نبوة تشريع بل وراثة محققة لنفس مصدقة متبعة وهذا باب يتسع المجال فيه لاتساع الأفعال فإن توحيد الأفعال يتسع باتساعها فإن نسب الأفعال لا تنتهي بل هي في مزيد ما دام الفعل يظهر من الفاعل ومنه طلب المزيد في قوله تعالى رب زدني علما فإن له في كل فعل تجليا خاصا لا يكون إلا لعين ذلك الفعل ولهذا يتميز كل فعل عن غيره بما يخصه من التجلي قد قلت في الحق الذي قلته * لا ترعوي فيه ولا تأتلي فإنه الحق الذي جاءني * من عنده وهو العليم الولي فكيف لي برده وهو لي * مؤيد بكشفه كيف لي قال الله تعالى ليس كمثله شئ فأتى بكاف الصفة في نفي المماثلة عن المثل المفروض ولها عموم النفي حتى تقترن بها حال
(٣١١)