أو إخوانهم أو عشيرتهم فلو كان المودة في القربى التي سألها رسول الله ص منا يريد به القرابة ما نفاها الحق عنها في قوله يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا قرابتهم فعلمنا إن المودة في القربى أنها في أهل الايمان منهم وهم الأقربون إلى الله فتميز ص عن سائر الرسل ع بما أعطى الله لأمته في مودتهم في القربى وتميزت أمته على سائر الأمم بما لها من الفضل في ذلك لأن الفضل الزيادة وبالزيادة كانت خير أمة أخرجت للناس أمة محمد ص وإن كانت كل أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ويؤمنون بالله فخصت هذه الأمة بأمور لم يخص بها أمة من الأمم ولها أجور على ما خصصت به من الأعمال مما لم يستعمل فيها غيرهم من الأمم فتميزوا بذلك يوم القيامة وظهر فضلهم فالأجور مترددة بين الحق والخلق للحق أجر على خلقه لأعمال عملها لهم وللخلق أجر على الله لأعمال عملوها له ولأعمال عملوها للخلق رعاية للحق كالعفو من العافين عن الناس وللخلق أجر على الخلق بتشريع الحق وحكمه في ذلك والذي يؤول إليه الأمر في هذه المسألة أن الأجور تتردد ما بين الحق والحق ليس للخلق في ذلك دخول إلا أنهم طريق لظهور هذه الأجور لولا وجد الخلق في ذلك لم يظهر للإجارة حكم ولا للأجر عين ولذلك كان الأجر جزاء وفاقا لأن المؤجر حق والمؤجر حق إذ لا عامل إلا خالق العمل وهو الحق والخلق عمل وفيه ظهور العمل فلذلك زاحم وأدخل نفسه في ذلك وأقره الحق على هذه المزاحمة وقبلها فمن الخلق من علم ذلك ومنهم من جهله وهذا المنزل يتسع المجال فيه ولا سيما لو أخذنا في تعيين الأجور وأصحابها فلنذكر ما يتضمن هذا المنزل من العلوم فمن ذلك علم أجور الخلق دون الحق وفيه علم الاتصال بمن والانفصال عمن والانفصال والاتصال فيمن وهو علم غريب يتضمن الوجود كله وغير الوجود فإن الوجود المقيد قد انفصل عن حال العدم واتصل بحال الوجود انفصال ترجيح واتصال ترجيح وأما الوجود المطلق فانفصاله عن العدم انفصال ذاتي غير مرجح فمن علم هذا العلم علم أين كان وممن انفصل وبمن اتصل وفيه علم التشبيه في المعاني بالمناسبات وفيه علم الترتيب في التوقيت وبه يتعلق علم القضاء والقدر وفيه علم الملك والتمليك وهل حكم التمليك إذا وقع حكم الملك الأصلي أو يختلف حكمهما وفيه علم ما تميز به عالم الأركان من عالم الأفلاك الأخرى ولما ذا قبل الاستحالة عالم الأركان فذهبت أعيان صوره كما تذهب صور أركانه باستحالة بعضها إلى بعض بالسخافة والكثافة وعالم الأفلاك ليس كذلك وإنما استحالتهم ظهورهم في الصور التي يظهرون فيها لعالم الأركان ولما كانت هذه الاستحالة في الصور الطبيعية التي ظهرت من دون الطبيعة ولم تظهر في العالم الذي فوق الطبيعة وظهرت في التجلي الإلهي وظهر حكمه بالاستحالة العنصرية في أعيان صوره وفي صوره بل لا في صوره وهل يرجع هذا كله لتغير الأمر في نفسه أو يكون ذلك في نظر الناظر وفيه علم المتقابلات هل يفتقر العلم به إلى العلم بمقابله أو ينفرد كل واحد في العلم بنفسه دون العلم بالمقابل من غير توقف عليه وهذا لا يكون إلا عند من لا يرى أن العين واحدة وفيه علم أثر الطبيعة في الملأ الأعلى ومكانه وفيه علم أحوال الملأ الأعلى وفيه علم اجتماع الموحدين والمشركين في الحفظ الإلهي وهل ذلك من باب الاعتناء بالخلق وإن جهلوا أو هو من باب إعطاء الحقائق في أن لا يكون الأمر إلا هكذا إلا أنه من باب العناية وهو عندنا من باب العناية بالإعلام الإلهي بذلك بطريق الإيماء لا بالتصريح لأن هذا من علم الأسرار التي لا تفشى في العموم ولكن لها أهل ينبغي للعالم بذلك أن يبديه لأهله فإنه إذا لم يعطيه لأهله فقد ظلم الجانبين العلم ومن هو أهل له وفيه علم مراتب الأدوات العاملة والظاهرة أحكامها في العبارات وهو علم الحروف التي جاءت لمعنى فمنها مركب وغير مركب وفيه علم تقسيم الظالمين من ينصر منهم ممن لا ينصر ولما ذا يرجع الظلم في وجوده هل وجوده من الظلمة أو من النور وفيه علم كون الحق عين الأشياء ولا يعرف وفيه علم الفرق بين الحياة والأحياء وإذا وقع الأحياء بما ذا يقع هل بالحياة القديمة أو ثم حياة حادثة تظهر بالإحياء في الأحياء وفيه علم الرجوع ممن والى من والاعتماد فيما ذا وعلى من وفيه علم فيما ذا خلق الله الخلق هل خلقه في شئ أو خلقه لا في شئ فيكون عين المخلوقات عين شيئياتها وفيه علم اشتراك الحق والخلق في الوجود وجميع ما اشتركوا فيه هل هو اشتراك معقول أو مقول لا غير وفيه علم النواميس الموضوعة في العالم هل تضمها حضرة واحدة جامعة أو لكل ناموس حضرة أو يجمعها حضرتان لا غير فينسب الناموس الواحد إلى الحكمة والناموس الآخر إلى الحكم
(١٦٩)