الإلهي النبوي وإن كثرت أنواعها وفيه علم الاختصاص الإلهي لبعض المخلوقات بما ذا وقع هل بالعناية أو بالاستحقاق وهو علم منع أهل الله عن كشفه في العموم والخصوص لأنه علم ذوق لا ينال بالقياس ولا بضرب المثل وفيه علم كلمة الوصل والفصل هل هي كلمة واحدة أو كلمتان وفيه علم تفاضل أهل الكتب هل هو راجع لفضل الكتب أم لا وهل للكتب المنزلة فضل بعضها على بعض أم لا فضل فيها فإن الله جعل في نفس القرآن التفاضل بين السور والآيات فجعل سورة تعدل القرآن كله عشر مرات وأخرى تقوم مقام نصفه في الحكم وأخرى على الثلث وأخرى على الربع وآية لها السيادة على الآيات وأخرى لها من آي القرآن ما للقلب من نشأة الإنسان وللقرآن تميز بالإعجاز على غيره من الكتب وفيه علم المواخاة بين سور القرآن ولهذا قال ع شيبتني هود وأخواتها فجعل بينهن أخوة وفيه علم تقرير كل ملة على ما هي عليه وكل ذي نحلة على نحلته وما يلزمه من توفية حقها وفيه علم من فارق الجماعة ما حكمه وفيه علم المواخاة بين الكتب المنزلة من عند الله والموازين الإلهية الموضوعة في العالم على اختلاف صورها المعنوية والمحسوسة فالمعنوية كالبراهين الوجودية والجدلية والخطابية والموازين المحسوسة مشهود بالحس اختلافها وفيه علم مواطن العجلة من مواطن التثبط وفيه علم قوة اللطيف وضعف الكثيف وأن القوة للمتصرف والضعف للمتصرف فيه وفيه علم ما يقتضي الزيادة مما يقتضي النقص وما بينهما من الفضل وفيه علم تأخير حكم الحاكم عن إيقاعه في المحكوم عليه لشبهة تمنعه من ذلك حتى يستيقن أو يغلب على ظنه فيما لا يوصل إلى اليقين فيه فإن الكافر في الدنيا يمكن أن يرجع مؤمنا عند الموت فإن عجل فيه الحكم قبل الموت بالكفر فما أعطى الحاكم حكم الشبهة حقها في موطنها وفيه علم ما يقبل الزيادة من الأعمال مما لا يقبلها ولا يقبل النقص وهي في الشرائع من جاء بالحسنة فله خير منها وهو عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وفيه علم نفوذ الكلمة هل هو لذاتها أم لا وإنها من الكلم وهو الجرح وهو أثر من الجارح في المجروح وكذلك كل كلمة لها أثر في السامع أدناه سماعه صورة ما نطق به وتكلم إلى ما فوق ذلك مما يحمله ذلك الكلام من المعاني وفيه علم أصل البغي في العالم وهل هو مشتق من بغي يبغي إذا طلب فيكون البغي لما ذمه الله طلبا مقيدا إذ كان الطلب منه ما هو مذموم ومنه ما هو محمود وما دواء ذلك البغي وفيه علم الطي والنشر لحكم الوقت وفيه علم الدلالات والآيات هل ذلك أي كونها دلالات وآيات لأنفسها أو هي بالوضع وفيه علم حدوث المشيئة لماذا يرجع والحق لا تقوم به الحوادث وفيه علم النوازل هل تنزل ابتداء أو تنزل جزاء وفيه علم السكون والحركة وعلم المواطن التي ينبغي أن يظهر فيها حكم السكون وحكم الحركة وفيه علم ما يعطي الله عباده في الدنيا من علوم ومراتب وغير ذلك هل هو من الدنيا أو هو من الآخرة وفيه علم الاستجابة لأوامر الله إذا قامت صورتها ظاهرة هل تنفع بصورتها وأين تنفع أو هل لا تنفع إلا حتى ينفخ في تلك الصورة روح تحيا به وهو صورة الباطن ويتعلق بهذا العلم علم الصور مطلقا هل لها ظاهر وباطن أو منها ما هي ظاهرة لا باطن لها وفيه علم ما الباعث للحيوان كله على طلب الانتصار لنفسه هل هو دفع للأذى أو هو جزاء أو طلب انتقام أو بعضه لهذا وبعضه لهذا وفيه علم التحسين والتقبيح هل ذلك راجع لذات الحسن والقبح أو لأمر عارض وفيه علم ما يحب ويكره من النعوت وفيه علم ما يرفع الحرج ممن ظهر منه ما يكرهه الطبع وفيه علم الأسباب التي تمنع ما يطلب الطبع ظهوره وفيه علم ما لا يدرك إلا بالنظر الدقيق الخفي وفيه علم الإقامة والانتقال في الأحوال هل الأحوال تنتقل والعبد ثابت أو العبد منتقل في الأحوال والأحوال ثابتة وهو من العلوم الغريبة الموقوفة على الكشف وفيه علم ما ينكر من الحق مما لا ينكر وعلم ما يقره الحق من الباطل مما لا يقره وما الباطل الذي يقبل الزوال من الباطل الذي لا يقبله وفيه علم الانتاج وغير الانتاج مع وجود المقدمات ومتى تنتج المقدمات وفيه علم حجاب ظاهر النشأة وما مسمى البشر منها وهل لباطنها مباشرة كما لظاهرها أم لا وفيه علم ما الحجاب الذي بين الله وبين عبده وفيه علم الكلام المحدث والقديم لما ذا يرجع هل يختلف أو حكم ذلك واحد وفيه علم الأنوار ومراتبها وسبحات الوجه ولما ذا تعددت والوجه واحد والسبحات كثيرة وفيه علم التمييز بين السبل الإلهية وفيه علم المبدأ والمعاد والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
(١٧٠)