ليس للخلق تبديل أو لا تبديل لخلق الله من كونه أعطى كل شئ خلقه وفيه علم حكمة الأخذ الإلهي جزاء هل يعم أو يؤلم ابتداء من غير جزاء كإيلام البرئ والصغير فهل هو كما قاله القائل أو ليس الأمر كذلك وإنما هو برئ في ظاهر الأمر مما نسب إليه وما هو برئ عند الله من أمر آخر وقع منه في حق حيوان أو ما لا يعلمه إلا الله والمبتلى أن تذكره فلا يكون على هذا الأخذ أبدا بل له جزء ابتداء وإنما قاله من قاله بنسبة خاصة رأى الأخذ عندها مع براءة المأخوذ مما نسب إليه من تلك النسبة الخاصة ولم يكن عند الله الأخذ إلا من أمر عمله استحق به هذه العقوبة فانتظر انقضاء زمان المهملة فانقضى عند دعوى عليه غير صادقة هو منها برئ فأخذ عندها وإنما كان الأخذ بما تقدم فقيل هذا الأخذ وهو برئ مما نسب إليه فصدقوا أنه برئ ولم يصدقوا في أنه أخذ من أجل تلك الدعوى عليه وهو من علم المكاشفة والاعتبار والمكاشفة في تحصيل هذا العلم أتم لأنه يعين لك الكشف العلة على خصوصها والاعتبار يجملها لك من غير تعيين أو يخرج لها عللا محتملة لا يدري ما أوجب ذلك الأخذ منها فهذا الفرق بين أهل الاعتبار والكشف وفيه علم إلحاق الله بصفة المتقين حتى كان وليهم فإنه ولي المؤمنين لأنه مؤمن وهو ولي المتقين فمن أين يوصف الحق بأنه متق وفيه علم من أين أعطى من أعطى العلم بنطق العالم من غير جهة الخبر فإن الخبر تقليد وفيه علم تأثير الأحوال في أصحابها عند الله وفيه علم ترك الأدب لما يرجى في ذلك من نيل الغرض المقصود وسواء كان محمودا أو مذموما لأنه ما كل غرض محمود ولا كل عرض مذموم وفيه علم تغير الأحوال لتغير الوارد وفيه علم المؤاخاة بين الملائكة والناس الصلحاء منهم وفيه علم أين ينزل أهل الله يوم القيامة وفي الجنان وأي اسم يصحبهم من الأسماء الإلهية وفيه علم توقف الأسماء الإلهية بعضها على بعض وأنها تعطي بالمجموع أمرا لا يكون يعطيه فرد فرد من ذلك المجموع وفيه علم ما تنتجه السياسة الحكمية التي تقضي بها العقول وأنها في ذلك على بصيرة من حيث لا تشعر أعطتها ذلك تجربتها النفوس وما صفة من يقول بهذا العلم وفيه علم الميل لم يميل ولم يمال وفيه علم النظر في الأولى فالأولى وفيه علم الأعواض وهو إذا اعتاص عليك أمر تعوضت عنه بأمر يقوم مقامه فيما تريد إما موازنة سواء وإما أزيد بقليل أو أنقص منه بقليل بحيث إنه لا يؤثر في المطلوب أثرا يخرجه عن نيل غرضه بالكلية وهل في الوجود من لا عوض له إذا فقد أم لا وفيه علم تمييز الرجال بالأحوال وفيه علم تقاسيم الأوامر الإلهية التي تقسمها قرائن الأحوال وما حكم الأمر إذا تعرى عن قرائن الأحوال هل حكمه الوجوب أم لا أو التوقف وهل تعريه عن قرائن الأحوال قرينة حال عدمية تعطيه الوجوب وهل عندنا قرينة حال تعطي الوجوب للأمر وفيه علم وصف العدم بأوصاف الوجود من الانتقال من حال إلى حال مع كونه عدما لا يزول عن هذا الوصف وفيه علم من أين قدم الله في نعته نفسه في كلامه بالرحمة على الأخذ ولم يفعل ذلك في صفة الكون فإنه قد قدم في صفة الكون صفة أهل المقت على صفة أهل السعادة كما وقع في سورة الغاشية وأمثالها وهل جاء مثل هذا ليفرق بين الخلق والحق أم لا وفيه علم الوجهين في الأشياء فما من شئ إلا وفيه نفع بوجه وضرر بوجه أي شئ كان إذا اعتبرته ووزنته وجدت الأمر كما قلنا فليس لشئ في الوجود وجه واحد أبدا أعظمها وأرفعها نور الله به ظهرت الأشياء من خلف الحجب ولو شال الحجب لأحرقت ما أوجدته فهي الموجدة المعدمة وكذا نزول القرآن له وجه نفع في المؤمن فإنه يزيد به إيمانا وفيه وجه ضرر للكافر لأنه يزيد رجسا إلى رجسه قال تعالى يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ثم من رحمته بخلقه أن قال وما يضل به إلا الفاسقين فأعطانا العلامة فمن وجد في نفسه تلك العلامة علم أنه من أهل الضلال وفيه علم البعد الإلهي والقرب الإلهي من السعداء والأشقياء والقرب الكوني والبعد الكوني هل هو على موازنة القرب والبعد الإلهي أو لهذا حكم ولهذا حكم وكذلك هو وفيه علم من علمه علم أنه ليس لله من أعمال العبد شئ وفيه علم ما هو العلم وفيه علم ما يوجب السامة والملل ومن يتصف بهما من العالم ممن لا يتصف بهما مع كون الحق قد وصف نفسه بالملل إذ أمل عبده من الخير الذي يكون عليه أو الشر سواء وفيه علم ما لا ينفع من الظنون بالخير عند الله وما ينفع منها وفيه علم أسباب رجعة الكون إلى الله في الدنيا وفيه علم إن الحق هو عين الأشياء بما هو عين الأشياء هل بنفسه أو بشهوده أو بإحاطته وفيه علم ما هو الحق وحكم هذا الاسم حيث ورد هل تختلف أحكامه أو هو عين واحدة في
(١٧٤)