وهو العدم الممكن وفيه علم هم الأضعف بالأقوى بالسوء هل هو عن قوة حقيقية فما هو أضعف أو هل هو عن قوة متوهمة فهو في نفس الأمر أضعف ولا يعلم فما الذي يحجبه عن ضعفه وفيه علم من جهل قدر الأمور وما تستحقه ما السبب الذي جعله يجهل ذلك حتى ظهر منه ما لا ينبغي فيما لا ينبغي وفيه علم مراتب الملائكة فيما يذكرون العالم به عند الله إذ لهم القرب الإلهي وهم الوسائط بين الله وبين خلقه وهم في الوسط في شهادة التوحيد في قوله شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم وفيه علم المفاضلة في كل شئ بين الله وبين خلقه وفيه علم ما ينتجه الاعتراف بالحق عند الله وفيه علم الحكم بالاختيار هل يقدح في العدل أم لا وفيه علم الفرق بين من علم الشئ عن جهل وبين من علمه عن نسيان وما صفة أهل التذكر من صفة غيرهم وفيه علم الإخلاص ممن أو في حق من وفيه علم ما يكره وما يحب وهل عين ما يكرهه زيد هو عين ما يحبه عمرو أم لا وفيه علم ما ينفرد به الحق دون الخلق هل يعلم ذلك أم لا وهل يمكن الوصول إليه بعناية إلهية من تعريف أم لا وما المانع إن امتنع ذلك وفيه علم منزلة الإمام العادل ومرتبته وفيه علم أحوال المحجوبين عن الله بالظلمة دون النور وعلم المحجوبين عن الله بالنور دون الظلمة وعلم المحجوبين عن الله بالنور والظلمة معا وهل هذه الحجب رحمة بالمحجوبين أو حجب بعد وفيه علم ما يتوجه على الأعضاء من التكاليف وفيه علم الاعتبار والتفكر وفيه علم تأييد أهل العناية الإلهية بما ذا يؤيدهم وفي أي موطن يؤيدهم وما السبب الموجب لتسليط أعدائهم عليهم وتمكنهم منهم ولما ذا استند المعتدي عليهم هل يستند لأمر وجودي إلهي أو لأمر وجودي نفسي وفيه علم ما أنت إذا رأيته قلت فيه إنه حق ثم تقول فيه إنه باطل ثم تقول فيه إنه باطل حق ثم تقول فيه إنه لا باطل ولا حق ثم تقول فيه لا أدري ما هو فعوده إلى الجهل به هل هو عين العلم بذلك الأمر أو يمكن الوصول إلى العلم به ولكن هذا ما وصل فنطق بنعته لا بنعت ما تكلم فيه وفيه علم الإنصاف من غير تعصب وما حضرته وتسكين الغضب من الغاضب بلطف من المسكن لا بقهر فإن القهر لا يسكن الغضب وإنما يخفى حكمه لسلطان القهر عليه وفيه علم إحاطة الملائكة بالعالم يوم يصفون وهم اليوم على تلك الصورة وعلم الفرق بين حكمهم فينا اليوم وبين حكمهم في ذلك اليوم والصفة واحدة من الإحاطة ولما ذا ينادي هناك بعضهم بعضا وهنا ليس كذلك إلا في مواطن مخصوصة لأن القيامة على صورة الدنيا سواء غير إن الحاكم هنالك هو الواحد بارتفاع الوسائط وهنا هو الحاكم الواحد بعينه لكن بالوسائط ليفرق بين الدارين كما فرق بالجنة والنار بين القبضتين وفيه علم من تحكم على الله من أين تحكم وما الذي أجرأه على ذلك هل صفة حق أو صفة جهل وفيه علم العناية الإلهية بالجبارين المتكبرين وفيه علم ما عصم الله من الأسماء الإلهية لماذا عصمته وما لم يعصمه من الأسماء الإلهية كاسمه الأحد ولا يتجلى في هذا الاسم ولا يصح التجلي فيه ولا في الاسم الله وما عدا هذين الإسمين من الأسماء المعلومات لنا فإن التجلي يقع فيها وفيه علم الحركة في عين السكون وفيه علم الاشتراك بين المؤمن والعالم في أي حضرة يكون ذلك وبما ذا يتميزون وهل ينال المؤمن درجة العالم وما يقبله من جهة الخبر الصادق هل يلحق بذلك درجة العلماء أم لا وهل الدليل على تصديق الرسل في ادعائهم أنهم رسل ينسحب في الدلالة على ما جاءوا به من الأخبار والأحكام أو يفتقرون إلى دليل آخر أو يكونون علماء مع كونهم مقلدين وفيه علم الدور في كون الداعي يكون مدعوا لمن دعاه بحكم التعارض وفيه علم حكم طلب النجاة في العالم كله بالطبع ولكن تجهل ومن هو الصنف الذي يعلمها من العالم وما هي النجاة وفيه علم علامة كل داع وما يدعو إليه من الأسماء الإلهية وفيه علم الوقت الذي يلقى الإنسان فيه ما في يده ولا يعتمد عليه ويسلم إلى الله جميع أموره وفيه علم الجين وإعادة السهام على راميها وقد عاينت هذا النبال بمدينة تلمسان من عالم بصنعة الرمي وإنشاء القسي والنبال فرأيته يرمي بالسهم فإذا انتهى السهم إلى مرماه عاد إلى الرامي وحده فكان ذلك لي عبرة في كون الأعمال ترجع على عامليها وفيه علم ما يتنزل منزلة الزمان وليس بزمان وفيه علم التنازع بعد حكم الحاكم وما سببه إذ لا أثر له في رد الحكم وفيه علم مراتب الشهود من الحاكم وترك الحاكم حكمه بما يعلم ويحكم بقول الشهود وما سبب وضع ذلك في العالم ولكن ليس ذلك عندنا إلا في الأموال لا في النفوس ولا في إقامة الحدود وفيه علم ما لا يجوز تأخيره لمسيس الحاجة إليه وما فائدة البيان الذي وضع لحصول العلم
(١٨٠)