فخرج أمير المؤمنين في نفر من المسلمين، حتى أخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموها وطلب عمرو بن عبد ود البراز فلم يبرز إليه أحد من المسلمين، وخافوا منه خوفا شديدا، لما يعرفون من شجاعته وفروسيته، وكان يعد بألف فارس. وطلب علي من النبي أن يأذن له بمبارزته فلم يأذن له فكرر النداء، وأنشد الشعر، وعير المسلمين المحجمين عنه فطلب علي الاذن مرة أخرى فلم يأذن له الرسول فلما كان في المرة الثالثة، ولم يبادر إلى ذلك سوى علي عليه السلام أذن له النبي (صلى الله عليه وآله) وعممه ودعا له، وقال: برز الايمان كله إلى الشرك كله. فبارزه علي عليه السلام فقتله. وقتل ولده حسلا، ونوفل بن عبد الله، وفر الباقون. فقال صلى الله عليه وآله، ضربة علي يوم الخندق تعدل (أو أفضل من) عبادة الثقلين إلى يوم القيامة وزعمت بعض الروايات: أن الذي قتل نوفلا هو الزبير، وسيأتي الاشكال في ذلك وتزعم بعض الروايات أن نعيم بن مسعود قد ساهم في احداث الفتنة بين بني قريظة وبين المشركين. ولكن الظاهر هو ان النبي (صلى الله عليه وآله) هو الذي القى فيما بينهم بذور الخلاف والشك كما سنوضحه ثم أرسل الله سبحانه الريح على المشركين فكانت تكفأ قدورهم، وتطرح خيامهم، وتعبث بكل ما يحيط بهم، وقذف الله في قلوبهم الرعب، فعادوا بالخزي والخيبة، والرعب يلاحقهم، وكفى الله المؤمنين القتال
(١٦)