صبرهم في أحد، وفيها إشارات لحقائق مهمة في حرب أحد لا مجال لبحثها الان، غير أننا نكتفي هنا بإشارة موجزة جدا للصبر في الجهاد، فنقول:
الصبر في عرف الاستعمار، وفي عرف الحكام الظالمين، والجبابرة المتكبرين، هو تحمل الذل، والاستسلام لكل المخططات الهدامة التي تهدم حياة الانسان، ومستقبله، وقيمه، وأخلاقه، ودينه، تهدمها لتبني على أشلائها عروش الظلم والخيانة، وملك الجبارين والمستكبرين.
ولقد تسرب هذا المعنى للصبر إلى عقائد بعض المسلمين، عن طريق العلماء المزيفين، الذين جعلوا أنفسهم أداة للاستعمار ولأذنابه، وآلة في يد أولئك الحكام الظالمين، فحوروا دين الله على وفق أهداف أسيادهم، وحسبما يخدم مصالحهم، ويؤيد ويسدد سلطانهم.
ولكننا إذا رجعنا - خلوا عن هذه السوابق الذهنية - إلى المنبع الاصفى للاسلام والقرآن العظيم، والى مواقف وتعاليم النبي الكريم، وأهل بيته الأطيبين الأطهرين، فإننا نجد: أن للصبر مفهوما يختلف تماما عن هذا المفهوم، بل هو يناقضه ويباينه.
ان الصبر في مفهوم هؤلاء هو تحمل كل المشاق في سبيل الوصول إلى الاهداف النهائية النبيلة لهذا الانسان، وينسب لعيسى (عليه السلام):
قوله: انكم لا تدركون ما تأملون الا بالصبر على ما تكرهون (1).
وعن علي (عليه السلام): الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد (2).
وقد قال أمير المؤمنين (ع): لا يعدم الصبور الظفر وان طال