عمر بن الخطاب رحمه الله حين جالوا، وانهزموا يوم أحد، وما معه أحد، واني لفي كتيبة حشنا، فما عرفه منهم أحد غيري، فنكبت عنه، وخشيت ان أغريت به من معي أن يصمدوا له، فنظرت إليه موجها إلى الشعب (1).
لماذا هذه المراعاة من خالد لعمر، ومحافظته عليه، ثم هو يوجهه إلى الشعب؟! وما هو السر الذي جعل خالدا يهتم في أن لا يلتفت إلى عمر أحد، وهو الذي كان شديدا على المسلمين حسبما تقدم؟!
ودعوى ابن أبي الحديد: أن سر ذلك هو النسب الذي بينهما، يرده أن رابطة الدين هي الأقوى، أوليس ابن أبي بكر قد برز لقتال أبيه كما يدعون؟
4 - لماذا يهنئ أبو سفيان عمر بالنصر الذي أحرزوه على المسلمين، ويقول له: (أنعمت عينا، قتلى بقتلى بدر) (2)؟!
وما معنى قول أبي سفيان له: انها قد أنعمت يا ابن الخطاب، فأجابه عمر بقوله: انها. فما هو الذي أيده فيه، ووافقه عليه يا ترى؟
5 - لماذا كان عمر أبر لأبي سفيان من ابن قميئة كما تقدم؟ أوليس ابن قميئة يقاتل أعداء أبي سفيان ويفنيهم، ويقتحم الغمرات، ويواجه السيوف، والنبال، والرماح في الدفاع عن المشركين بزعامته، ويدافع عن مصالحهم، ويعمل من أجل قهر عدوهم؟!
وعمر أليس عدوا لأبي سفيان، ونصيرا لعدوه؟ ومقويا له عليه؟!
وقد حاول البعض توجيه ذلك، بأن من الممكن أن يكون أبر بلحاظ صدقة، واخباره بالواقع.
ونقول: ان هذا غير معقول، فان عبارة أبي سفيان قد صرحت