إلى شطر منها.
2 - وأيضا، فقد كان لاغترارهم بأنفسهم، وبكثرتهم، أثر كبير في حلول الهزيمة بهم، فقد قالوا للنبي (ص): قد كنت في بدر في ثلاثمئة رجل، فأظفرك الله بهم، ونحن اليوم بشر كثير، نتمنى هذا اليوم، وندعو الله له، وقد ساقه الله إلى ساحتنا هذه (1). وقد أشار الله تعالى في سورة آل عمران إلى هذا التمني للموت. فراجع الآيات (2).
وواضح: أن الاغترار بالكثرة يفقد العناصر المشاركة شعور الاعتماد على النفس، ويجعلهم يعيشون روح التواكل، واللا مسؤولية.
3 - ثم إن الله تعالى ما زال يؤيد المسلمين بنصره، حتى عصوا الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، طمعا في الدنيا، وايثارا لها على الآخرة. فكان لابد في هذه الحالة من إعادة التمحيص لهم، وابتلائهم، ليرجعوا إلى الله تعالى، وليميز الله المؤمن من المنافق، وليزداد الذين آمنوا ايمانا، لان الانسان ربما يغفل عن حقيقة العنايات الإلهية، والامدادات الغيبية، حين يرى الانتصارات تتوالى، فينسب ذلك إلى قدرته الشخصية. ولأجل ذلك نجد: أنهم حين غلبوا شكوا في هذا الامر، وقالوا: (هل لنا من الامر شئ)؟ فجاءهم الجواب القاطع: (قل: ان الامر لله). نعم، لابد اذن من اعادتهم إلى الله تعالى، وتعريفهم بحقيقة امكاناتهم، وقدراتهم. ولسوف نعود عن قريب لبحث هذه النقطة إن شاء الله تعالى.
ومن جهة ثانية، فقد تقدم في غزوة بدر كلام هام للعلامة الطباطبائي، وفيه مقارنة بين بدر، وأحد وغيرها. وبيان لسر الانتصار أولا، ثم ما ظهر من امارات الضعف أخيرا، فليراجع.