فقال: ان أب هذه ثبت يوم أحد، وأب هذه فر يوم أحد، ولم يثبت (1).
10 - وقد اعترف عمر برعبه من علي (عليه السلام)، حينما تبع الفارين وهو يقول لهم: شاهت الوجوه، وقطت، وبطت، ولطت، إلى أين تفرون؟ إلى النار؟ ويقول: بايعتم، ثم نكثتم؟ فوالله لأنتم أولى بالقتل ممن أقتل الخ.. (2).
وقد اعترف الجاحظ بفرار عمر في عثمانيته أيضا فراجع (3).
11 - وعلى كل حال، فان فرار عمر من الزحف يوم أحد، وحنين، وخيبر، معروف، ويعده العلماء من جملة المطاعن عليه، لان الفرار من الزحف من جملة الكبائر الموبقة، ولم يستطع المعتزلي أن يجيب على ذلك، بل اعترف به، واكتفى بالقول:
(وأما الفرار من الزحف، فإنه لم يفر الا متحيزا إلى فئة، وقد استثنى الله تعالى ذلك، فخرج به عن الاثم) (4).
ولكن قد فات المعتزلي: أن ما جرى يوم أحد، لا يمكن الاعتذار عنه بما ذكر، لعدم وجود فئة لهم الا الرسول (ص) نفسه، وقد تركوه، وفروا عنه، ولان الله تعالى قد ذمهم على هذا الفرار، وعلله بأن الشيطان قد استزلهم ببعض ما كسبوا، ثم عفا عنهم، ولو كان لا اثم في هذا الفرار، فلا حاجة إلى هذا العفو. هذا، وقد حقق العلامة الطباطبائي: أن المراد بالعفو هنا معنى عام، يشمل العفو عن المنافقين أيضا، فراجع (5).