ويقدمونه ويشاورونه ويأخذون برأيه أي وكان لايمرعمر وعثمان وهما راكبان إلا ترجلا حتى يجوز العباس وربما مشيا معه إلى بيته إجلالا له أي لأنه صلى الله عليه وسلم قال احفظوني في العباس فإنه عمى وصنو أبى وفى رواية فإنه بقيه آبائي قالت أم معبد في وصف تلك الشاة وكنا نحلبها صبوحا وغبوقا أي بكرة وعشية وما في الأرض قليل ولا كثير أي مما يتعاطى الدواب أكله ولما جاء زوجها أبو معبد قال السهيلي لا يعرف اسمه وقيل اسمه أكثم بالثاء المثلثة كما تقدم وقيل خنيس وقيل عبد الله جاء عند المساء يسوق اعنزا عجافا ورأى اللبن الذي حلبه صلى الله عليه وسلم عجب وقال يا أم معبد ما هذا اللبن ولا حلوب في البيت أي والشاة عازب أي لم يطرقها فحل لكن رأيته في النور فسر العازب بالبعيدة المرعى التي لا تأوى إلى المنزل في الليل وفى الصحاح العازب الكلأ البعيد الذي لم يؤكل ولم يوطأ قالت مر بنا رجل مبارك قال صفيه قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة متبلج الوجه أي مشرقه في أشفاره أي أجفان عينيه أي شعرها النابت بها وطف أي طول وفى عينيه دعج بشدة السواد وفيه أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن بياض عينيه شديد البياض بل كان أشكل العين والشكلة خمرة في بياض العين وهو دليل الشهامة وهى من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم في الكتب القديمة كما تقدم وفى صوته صحل أي بحة بضم الموحدة أي ليس حاد الصوت غصن بين الغصنين لا تشنؤه من طول أي لا تبغضه لفرط طوله ولا تقتحمه من قصر أي تحتقره من قصره لم تعبه ثجلة أي عظم البطن وكبرها ولم تزر به صعلة أي صغر الرأس كأن عنقه إبريق فضة أي والإبريق السيف الشديد البريق إذا نطق فعليه البهاء وإذا صمت فعليه الوقار له كلام كخرزات النظم أزين أصحابه منظرا وأحسنهم وجها أصحابه يحفون به إذا أمر ابتدروا أمره وإذا نهى انتهوا عند نهيه قال وفى لفظ أنها قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه أي مشرقه حسن الخلق لم تعبه ثجلة ولم تزره صعلة وسيما قسيما أي حسنا في عينيه دعج وفى أشفاره وطف وفى صوته صحل أو قالت صهل أحور أكحل أي في أجفان عينيه سواد خلقة وفى عنقه سطع أي نور وفى لحيته كثافة أي لا طويلة ولادقيقة
(٢٢٧)