أولا: لان سبي نساء قريش لسوف يوقع بعض المسلمين من المهاجرين في حرج نفسي واجتماعي، ربما تكون له آثار سيئة على موقعه في الاسلام والمسلمين. بل ربما يوجب ذلك حرجا لبعض المسلمين من الأنصار من أهل المدينة أنفسهم، لان العلاقات النسبية عن طريق التزويج كانت موجودة بين مكة والمدينة. حتى أن بعض قتلى اللواء في أحد كانت أمهم أوسية.
ثم إن ذلك سوف يؤثر على موقف كثير من المكيين من الاسلام، رفضا أو قبولا، فان دخولهم على مجتمع قد عاملهم هذه المعاملة القاسية، في أكثر القضايا حساسية، عاطفيا، واجتماعيا، (بل ربما توجب لهم - على حد فهمهم وزعمهم - عار الدهر) سوف يكون صعبا جدا، ولا سيما إذا كان لابد وأن يطلب منهم: التعامل مع هذا المجتمع بروح الصفاء، والمحبة والاخوة. وأنى يمكنهم ذلك بعد الذي كان.
ثانيا: انه إذا كان لم يسب لقريش أحد، ولم تستطع أن تنسى ثارات بدر، وأحد، وسائر المعارك. حتى أن حرب صفين - كما قالت أم الخير بنت الحريش - كانت لاحن بدرية، وأحقاد جاهلية، وضغائن أحدية، وثب بها معاوية حين الغفلة، ليدرك ثارات بني عبد شمس (1).
بل إن مجزرة كربلاء، وفاجعة قتل الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه، كانت لها دوافع بدرية، وإحن أحدية أيضا، فقد قال اللعين يزيد بن معاوية:
ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل لأهلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا: يا يزيد لا تشل