نصدق هذا؟! أم نصدق قولهم: ان أبا بكر سمع والده أبا قحافة يذكر النبي (ص) بشر، فلطمه لطمة سقط منها، فنهاه النبي (ص) أن يعود لمثلها.
فقال: والله، لو حضرني سيف لقتلته به فنزلت الآية (1).
وهذا يعني أن الآية مكية وليست مدنية قد نزلت في أحد، لان أبا قحافة قد بقي في مكة إلى حين الفتح.
كما أن هذا ينافي ما قيل في تفسير هذه الآية، من أن المراد:
الدعوة إلى الحرب، أو إلى القرآن (2). ومقتضى ما ذكر في قصته: أنه دعاه لترك الحرب، وليبقى حيا ويمتعهم بنفسه.
3 - قال ابن ظفر في الينبوع: (لم يثبت أن أبا بكر دعا ابنه للمبارزة، وانما هو شئ ذكر في كتب التفسير) (3).
4 - ولما ذكر الجاحظ في عثمانيته هذه الحادثة متبجحا بها، أجابه الإسكافي بقوله: (ما كان أغناك يا أبا عثمان عن ذكر هذا المقام المشهور لأبي بكر، فإنه لو تسمعه الامامية لاضافته إلى ما عندها من المثالب، لان قول النبي (صلى الله عليه وآله): (ارجع) دليل على أنه لا يحتمل مبارزة أحد، لأنه لذا لم يحتمل مبارزة ابنه، وأنت تعلم حنو الابن على الأب، وتبجيله له، واشفاقه عليه، وكفه عنه، لم يحتمل مبارزة الغريب الأجنبي.
وقوله: (ومتعنا بنفسك) إيذان بأنه كان يقتل لو خرج، ورسول الله كان أعرف به من الجاحظ. فأين حال هذا الرجل من حال الرجل الذي