يكن بتوقيت رسول الله صلى الله عليه وآله لأنه لم يكن يومئذ مسلم في العراق واضح الفساد وقد سمعت التصريح من الصادق عليه السلام بأنه صلى الله عليه وآله وقته ولم يكن يومئذ عراق، ولعله لعلمه صلى الله عليه وآله بصيرورتهم مسلمين، أو لمن يمر منهم عليه.
وعلى كل حال ف (لأهل العراق) ومن يمر عليه من غيرهم (العقيق) إجماعا ونصا، وهو في اللغة كل واد عقه السيل أي شقه فأنهره ووسعه، وسمي به أربعة أودية في بلاد العرب، أحدهما الميقات، وهو وادي يندفق سيله في غوري تهامة كما عن تهذيب اللغة (و) المشهور أن (أفضله المسلخ) وهو أوله، كما في خبري أبي بصير أحدهما (1) عن الصادق عليه السلام والآخر عن أحدهما (عليهما السلام)، وهو بالسين والحاء المهملتين واحد المسالح، وهي المواضع العالية، أو بالخاء المعجمة، وهو موضع النزع، لأنه ينزع فيه الثياب للاحرام، فتكون التسمية حينئذ متأخرة عن وضعه ميقاتا، ودليل الأفضلية الأخبار (3) والاجماع كما في كشف اللثام، لكن ستسمع من النصوص ما يقتضي كون أوله ما دون المسلخ بستة أميال، وفي النصوص (5) أن أوله الأفضل، ولعل الاحتياط في التأخير هذا المقدار جمعا بين النصوص والاحتمالات وتحصيلا ليقين البراءة، ولذا قطع به الأصحاب (ويليه) في الفضل أوسطه (غمرة) بالغين المعجمة والراء المهملة والميم الساكنة، منهل من مناهل مكة، وهو فصل ما بين نجد وتهامة كما عن الأزهري، وعن فخر الاسلام أنها سميت بها