حقيقة أحسن أملي ودفع ما أحذر فيه وما لا أحذر على نفسي وديني ومالي مما أنت أعلم به مني، واجعل ذلك لآخرتي ودنياي مع ما أسألك يا رب أن تحفظني فيما خلفت ورائي من أهلي وولدي ومالي وتعبيتي وحزانتي وقرابتي وإخواني بأحسن ما خلفت به غائبا من المؤمنين، وفي تحصين كل عورة، وحفظ كل مضيعة، وتمام كل نعمة، وكفاية كل مكروه، وشر كل سيئة، وصرف كل محذور، وكمال كل ما يجمع لي الرضاء والسرور في جميع أموري، وافعل ذلك بي بحق محمد وآل محمد صلى الله على محمد وآل محمد، والسلام عليك وعليهم ورحمة الله وبركاته) وقال عليه السلام أيضا في خبر عيسى بن عبد الله القمي (1) قل: (اللهم إني أسألك لنفسي اليقين والعفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم أنت ثقتي، وأنت رجائي، وأنت عضدي، وأنت ناصري، بك أحل وبك أسير) إلى غير ذلك من النصوص الدالة زيادة على ما سمعته من آداب السفر الذي لا ينبغي أن يقع من عاقل إلا في ثلاث: تزود لمعاد، ومرمة لمعاش أو لذة في غير محرم.
نعم لا يصلح للمسلم أن يسيح في الأرض، أو يترهب في بيت لا يخرج منه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله (2): (ليس في أمتي رهبانية ولا سياحة ولا رم يعني سكوت) (يا علي سر سنتين بر والديك، سر سنة صل رحمك، سر ميلا عد مريضا، سر ميلين شيع جنازة، وسر ثلاثة أميال أجب دعوة، سر أربعة أميال زر أخا في الله تعالى، سر خمسة أميال أجب الملهوف، سر ستة أميال انصر المظلوم وعليك بالاستغفار) (3) و (سافروا تصحوا وجاهدوا تغنموا وحجوا تستغنوا)