يملك به غضبه، وورع يحجزه عن محارم الله) وهو معنى ما رواه محمد بن مسلم (1) عنه عليه السلام (قل ما يعبأ بمن يسلك هذا الطريق إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يملك به غضبه، وحسن الصحبة لمن صحبه) وقال الصادق عليه السلام في صحيح معاوية (2): (وطن نفسك علي حسن الصحابة لمن صحبت وفي حسن خلقك، وكف لسانك، واكظم غيضك، وأقل لغوك، وتفرش عفوك، وتسخي نفسك) إلى غير ذلك مما يستفاد من رواياتهم من مكارم الأخلاق وغيرها في السفر والحضر وخصوص سفر الحج التي يتعذر أو يتعسر استقصاؤها خصوصا مع ملاحظة ما فيها من تعليل البركة بولادة أحد الأنبياء أو وقوع نعمة عظيمة فيه، والشؤم بوقوع أمر سئ فيه من موت نبي أو وصي أو نوع من غضب الله تعالى أو نحو ذلك، وقد تكفل ابن طاووس والمجلسي والكاشاني والحر في الوسائل بجمعها أو أكثرها.
وكيف كان ف (القول) الأول (في الاحرام) منها (و) يقع (النظر في مقدماته وكيفيته وأحكامه و) خاتمته، أما (المقدمات) ف (كلها مستحبة، وهي) أمور، منها (توفير شعر رأسه من أول ذي القعدة إذا أراد التمتع، ويتأكد عند هلال ذي الحجة علي الأشبه) وفاقا للمشهور شهرة عظيمة وخصوصا بين المتأخرين، بل لعل كافتهم عليه، إذ ابن إدريس وإن حكي عنه الخلاف لظهور أول كلامه فيه لكن كما قيل صرح بعد ذلك بالندب، بل لم أجد فيه خلافا من غيرهم أيضا إلا من الشيخين في المقنعة والنهاية والاستبصار، مع أن الأول منهما إنما قال: (إذا أراد الحج فليوفر شعر رأسه في مستهل ذي القعدة فإن حلقه في ذي القعدة كان عليه دم يهريقه) والثاني في الأول (إذا أراد الانسان