المختار (صلى الله عليه وآله) فكل يدعي انه بالإمامة أولي وان قدره من قدر غيره أعلى حتى حصلت الفضيحة الكبرى وظهر حرص القوم على الدنيا و اعراضهم عن الأخرى على أنه كيف يرضى العقل لسيد الكونين وخيرة رب العالمين المبعوث رحمة للناس ان يوصي ببعض الأثاث والعروض واللباس ويبين موضع الدفن وكيفية الكفن ولا يوصي بما لو أطيع به لارتفعت الفتن ويدع الخلق في هرج ومرج ولا يقيم لهم ما يصلح به العوج وحيث بطل طريق (الاختيار) تعين امامة الأئمة الأطهار وعلم أن الأئمة هم اثنى عشر بانقراض أو شبه انقراض الطوائف الأخر وكذا يمكن اثبات ذلك بأوضح المسالك وذلك بما أوضحناه من وجوب العصمة في الامام وذلك لا يعرف لغيرنا من أهل الاسلام على أن التأمل في الوقايع السالفة والأحوال العارضة في عصر النبي قرب المماة كالتفكر في سر ابعادهم مع أسامة وابقاء علي عليه السلام مع أنه يخبر بقرب الاجل والتشديد على انفاذ الجيش وسر العزل عن الصلاة وسر الغوغاء في الرقعة والدواة وشدة الامتناع عنها وشدة العناية في يوم الغدير مع شدة الرمضاء واستعجال القوم في طلب الامر قبل تجهيز النبي صلى الله عليه وآله وعدم تقديم أمير المؤمنين عليه السلام المقدم في زمان سيد المرسلين في شئ من الأمور وغير ذلك وفي النظر في سيرة الفريقين وفي التأمل في أحوال ذات البين من العلماء والعباد والنساك والزهاد ما يغني من نظر ويكفي من تبصر واعتبر ويكفي لمن استعمل جادة الانصاف وتجنب سبيل التعنت والاعتساف النظر في أحوال القوم وسيرتهم وسننهم وطريقتهم من اظهار الغلظة والجفاء على عترة خاتم الأنبياء حتى ورثها صاغرهم عن كابرهم وسنها أولهم لاخرهم وكانت في الصدور وان لاحت اماراتها ولكن ظهرت كل الظهور بوقعة الجمل وصفين والاعلان بسبب العادي لأمير المؤمنين عليه السلام وما جرى في كربلاء على بضعة فؤاد خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وما جرت عليه سنة العباسين والأمويين من استباحة دماء العلويين وتغريب أجلاء الفاطميين بحيث لو تأملت لوجدت خبرا مسلسلا تناوله العباسي عن الأموي عن الفراعنة الأولى وحيث إن هذا المقام من مزال الاقدام بين طوائف الاسلام التزمنا باطناب الكلام والإشارة إلى ما استفاضت رواية المخالفة له عن النبي صلى الله عليه وآله وهو على أقسام منها ما دل على حصر الأئمة عليهم السلام الاثني عشر وهي عدة اخبار مروية في كتبهم المعتبرة أي اعتبار كما روى في المجمع بين الصحيحين عن سيد الكونين بسند ينتهي إلى جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال يكون من بعدي اثنا عشر خليفة ثم تكلم بكلمة خفية ثم قال كلهم من قريش وروى البخاري في صحيحه بطريقين اولهما إلى جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول بعدي اثنا عشر أميرا ثم قال كلمة لم اسمعها ثم قال كلهم من قريش وثانيهما إلى ابن عتيبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا ثم تكلم بكلمة خفت علي فسئلت أبي ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله فقال قال كلهم من قريش وقد روى مسلم أيضا الحديث الأول بثمان طرق ألفاظ متونها لا تختلف ورواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين بست طرق ورواه الثعلبي في تفسيره بثلاث طرق ورواه أيضا في الجمع بين الصحاح الست بثلاث طرق وروى مسلم أيضا الحديث الثاني بلفظه وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وآله لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش وفي الجمع بين الصحاح الست في موضعين انه صلى الله عليه وآله قال إن هذا الامر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش وفي صحيح أبي داود والجمع بين الصحيحين وذكر السدي في تفسيره وهو من علماء الجمهور وثقاتهم قال لما كرهت ساره مكان هاجر اوحى الله تعالى إلى إبراهيم أن انطلق بإسمعيل وامه حتى تنزله بيت النبي التهامي فاني ناشر ذريتك وجاعلهم ثقلا على من كفر وجاعل من ذريته اثنى عشر عظيما وفيه ضرب من التغليب وعن ابن عباس قال سئلت النبي حين حضرته الوفاة وقلت إذا كان ما نعوذ بالله تعالى منه فإلى من فأشار بيده إلى علي وقال إلى هذا فإنه مع الحق والحق معه ثم يكون من بعده أحد عشر إماما وفي المرفوع عن عايشة انها سئلت كم خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله فقالت اخبرني أنه يكون من بعده اثنا عشر خليفة فقال قلت فقلت من هم فقالت أسمائهم مكتوبة عندي بإملاء النبي صلى الله عليه وآله فقلت لها فاعرفينه فأبت وروى صدر الأئمة اخطب خوارزم باسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال سمعت رسول الله يقول ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله امن الرسول بما انزل إليه من ربه فقلت والمؤمنون فقال لي صدقت من خلفت في أمتك قلت خيرها قال علي بن أبي طالب عليه السلام قلت نعم يا رب قال يا محمد صلى الله عليه وآله اني اطلعت إلى الأرض اطلاعة اخترتك منها فشققت لك اسما من أسمائي فلا أذكر في موضع الا ذكرت معي فأنا المحمود وأنت محمد ثم اطلعت ثانية واخترت منها عليا عليه السلام واشتققت له اسما من أسمائي فأنا الاعلى وهو علي يا محمد إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام من ولده من نوري وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ومن جحدها كان من الكافرين يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتى يصير كالشن البالي ثم اتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم يا محمد صلى الله عليه وآله تحب ان تراهم قلت نعم فقال لي التفت إلى يمين العرش فالتفت فإذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين (وعلي بن الحسين) ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر و علي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي في ضحضاح من نور قيام يصلون وهو في وسطهم يعني المهدى كأنه كوكب دري وقال لي يا محمد هؤلاء الحجج وهو الثائر من عترتك وعزتي وجلالي انه الحجة الواجبة لأوليائي والمنتقم من أعدائي
(٧)