جوع وآمنكم من خوف ". وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله (لإيلاف قريش) قال: نعمتي على قريش (إيلافهم رحلة الشتاء والصيف) كانوا يشتون بمكة، ويصيفون بالطائف (فليعبدوا رب هذا البيت) قال: الكعبة (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) قال: الجذام. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عنه (لإيلاف قريش إيلافهم) قال: لزومهم (الذي أطعمهم من جوع) يعني قريشا أهل مكة بدعوة إبراهيم حيث قال - وارزق أهله من الثمرات - (وآمنهم من خوف) حيث قال إبراهيم - رب اجعل هذا البلد آمنا -. وأخرج ابن جرير وابن مردويه عنه أيضا في قوله (لإيلاف قريش) الآية، قال:
نهاهم عن الرحلة وأمرهم أن يعبدوا رب هذا البيت، وكفاهم المؤنة، وكانت رحلتهم في الشتاء والصيف ولم يكن لهم راحة في شتاء ولا صيف، فأطعمهم الله بعد ذلك من جوع، وآمنهم من خوف فألفوا الرحلة وكان ذلك من نعمة الله عليهم. وأخرج ابن جرير عنه أيضا في الآية قال: أمروا أن يألفوا عبادة رب هذا البيت كإلفهم رحلة الشتاء والصيف، وقد وردت أحاديث في فضل قريش وإن الناس تبع لهم في الخير والشر، وإن هذا الأمر يعني الخلافة لا يزال فيهم ما بقى منهم اثنان، وهي في دواوين الإسلام.
تفسير سورة أرأيت ويقال سورة الدين، ويقال سورة الماعون، ويقال سورة اليتيم، وهي سبع آيات وهي مكية في قول عطاء وجابر، وأحد قولي ابن عباس، ومدنية في قول قتادة وآخرين. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت (أرأيت الذي يكذب بالدين) بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
سورة أرأيت (1 - 7) الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو لكل من يصلح له، والاستفهام لقصد التعجيب من حال من يكذب بالدين. والرؤية: بمعنى المعرفة، والدين: الجزاء والحساب في الآخرة. قيل وفي الكلام حذف، والمعنى:
أرأيت الذي يكذب بالدين أمصيب هو أم مخطئ. قال مقاتل والكلبي: نزلت في العاص بن وائل السهمي.
وقال السدي: في الوليد بن المغيرة. وقال الضحاك: في عمرو بن عائذ. وقال ابن جريج في أبي سفيان، وقيل في رجل من المنافقين. قرأ الجمهور (أرأيت) بإثبات الهمزة الثانية. وقرأ الكسائي بإسقاطها. قال الزجاج: لا يقال في رأيت ريت، ولكن ألف الاستفهام سهلت الهمزة ألفا. وقيل الرؤية: هي البصرية، فيتعدى إلى مفعول واحد، وهو الموصول: أي أبصرت المكذب. وقيل إنها بمعنى أخبرني، فيتعدى إلى اثنين. الثاني محذوف:
أي من هو (فذلك الذي يدع اليتيم) الفاء جواب شرط مقدر: أن إن تأملته أو طلبته فذلك الذي يدع اليتيم،