لها قلادة فاخرة من جوهر، فقالت: واللات والعزى لأنفقنها في عداوة محمد، فيكون ذلك عذابا في جسدها يوم القيامة. والمسد الفتل يقال: مسد حبله يمسده مسدا: أجاد فتله اه.
وقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال: " لما نزلت - وأنذر عشيرتك الأقربين - خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى صعد الصفا فهتف يا صباحاه فاجتمعوا إليه، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا: ما جربنا عليك كذبا، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبا لك إنما جمعتنا لهذا؟ ثم قام فنزلت هذه السورة (تبت يدا أبي لهب وتب) ". وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس في قوله (تبت يدا أبي لهب) قال: خسرت. وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت: إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ابنه من كسبه، ثم قرأت (ما أغنى عنه ماله وما كسب) قالت: وما كسب ولده. وأخرج عبد الرزاق والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله (وما كسب) قال: كسبه ولده. وأخرج ابن جرير والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن ابن عباس في قوله (وامرأته (حمالة الحطب) قال: كانت تحمل الشوك فتطرحه على طريق النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليعقره وأصحابه، وقال حمالة الحطب) نقالة الحديث (حبل من مسد) قال: هي حبال تكون بمكة. ويقال: المسد العصا التي تكون في البكرة. ويقال: المسد قلادة من ودع. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو زرعة عن أسماء بنت أبي بكر قالت " لما نزلت (تبت يدا أبي لهب) أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة، وفي يدها فهر، وهي تقول:
مذمما أبينا * ودينه قلينا * وأمره عصينا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس في المسجد ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال يا رسول الله قد أقبلت وأنا أخاف أن تراك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنها لن تراني وقرأ قرآنا اعتصم به كما قال تعالى - وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا - فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت: يا أبا بكر إني أخبرت أن صاحبك هجاني، قال:
لا ورب البيت ما هجاك، فولت وهي تقول: قد علمت قريش أني ابنة سيدها " وأخرجه البزار بمعناه، وقال:
لا نعلمه يروى بأحسن من هذا الإسناد.
تفسير سورة الإخلاص هي أربع آيات وهي مكية في قول ابن مسعود والحسن وعطاء وعكرمة وجابر، ومدنية في أحد قولي ابن عباس وقتادة والضحاك والسدي. وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه والترمذي وابن جرير وابن خزيمة وابن أبي عاصم في السنة والبغوي في معجمه وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ابن كعب " أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا محمد انسب لنا ربك، فأنزل الله - قل هو الله أحد، لم يلد ولم يولد، الخ ليس شئ يولد إلا سيموت، وليس شئ يموت إلا سيورث، وإن الله لا يموت ولا يورث - ولم يكن له كفوا أحد - قال: لم يكن له شبيه ولا عدل، وليس كمثله شئ " ورواه الترمذي من طريق أخرى عن أبي العالية مرسلا ولم يذكر أبيا، ثم قال: وهذا أصح. وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن المنذر