فرفعت رأسها إلى السماء، ف (قالت رب ابن لي عندك بيتا من الجنة) إلى قوله (من الظالمين) ففرج الله لها عن بيتها في الحنة فرأته. وأخرج أحمد والطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون مع ما قص الله علينا من خبرها في القرآن قالت (رب ابن لي عندك بيتا) " الآية. وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ". وأخرج وكيع في الغرر عن ابن عباس في قوله (ونجني من فرعون وعمله) قال: من جماعته.
تفسير سورة الملك وتسمى سورة تبارك، والواقية والمنجية، والمانعة، وهي ثلاثون آية وهي مكية. قال القرطبي: في قول الجميع. وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت بمكة سورة تبارك الملك. وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن الضريس والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن سورة من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له (تبارك الذي بيده الملك) " قال الترمذي:
هذا حديث حسن. وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه والضياء في المختارة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " سورة في القرآن خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة (تبارك الذي بيده الملك) ".
وأخرج الترمذي والحاكم وصححه وابن مردويه وابن نصر والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: " ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر ". قال الترمذي بعد إخراجه: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " تبارك هي المانعة من عذاب القبر " وأخرجه أيضا النسائي وصححه الحاكم. وأخرج ابن مردويه عن رافع بن خديج وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول " أنزلت على سورة تبارك، وهي ثلاثون آية جملة واحدة، وهي المانعة في القبور " أخرج عبد بن حميد في مسنده والطبراني والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس أنه قال لرجل: ألا أتحفك بحديث نفرح به؟ قال بلى: قال: اقرأ (تبارك الذي بيده الملك) وعلمها أهلك وجميع ولدك وصبيان بيتك وجيرانك.
إنها المنجية والمجادلة تجادل يوم القيامة عند ربها لقارئها، وتطلب له أن ينجيه الله من عذاب النار وينجو بها صاحبها من عذاب القبر. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي ".