وابن مردويه والبيهقي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " التوبة من الذنب أن يتوب منه ثم لا يعود إليه أبدا " وفي إسناده إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف، والصحيح الموقوف كما أخرجه موقوفا عنه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي. وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: التوبة النصوح تكفر كل سيئة، وهو في القرآن، ثم قرأ هذه الآية. وأخرج الحاكم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله (يوم لا يخزي الله النبئ والذين آمنوا معه نورهم يسعى) الآية قال: ليس أحد من الموحدين إلا يعطي نورا يوم القيامة، فأما المنافق فيطفأ نوره، والمؤمن مشفق مما رأى من إطفاء نور المنافق، فهو يقول:
(ربنا أتمم لنا نورنا).
سورة التحريم (9 - 12) قوله (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين) أي بالسيف والحجة، وقد تقدم الكلام على هذه الآية في سورة براءة (واغلظ عليهم) أي شدد عليهم في الدعوة واستعمل الخشونة في أمرهم بالشرائع. قال الحسن: أي جاهدهم بإقامة الحدود عليهم، فإنهم كانوا يرتكبون موجبات الحدود (ومأواهم جهنم) أي مصيرهم إليها: يعني الكفار والمنافقين (وبئس المصير) أي المرجع الذي يرجعون إليه (ضرب الله مثلا للذين كفروا) قد تقدم غير مرة أن لمثل قد يراد به إيراد حالة غريبة يعرف بها حالة أخرى مماثلة لها في الغرابة: أي جعل الله مثلا لحال هؤلاء الكفرة، وأنه لا يغني أحد عن أحد (امرأة نوح وامرأة لوط) هذا هو المفعول الأول، ومثلا المفعول الثاني حسبما قدمنا تحقيقه، وإنما أخر ليتصل به ما هو تفسير له وإيضاح لمعناه (كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين) وهما نوح ولوط: أي كانتا في عصمة نكاحهما (فخانتاهما) أي فوقعت منهما الخيانة لهما. قال عكرمة والضحاك: بالكفر وقيل كانت امرأة نوح تقول للناس إنه مجنون، وكانت امرأة لوط تخبر قومه بأضيافه، وقد وقع الإجماع على أنه ما زنت امرأة نبي قط. وقيل كانت خيانتهما النفاق، وقيل خانتاهما بالنميمة (فلم يغنيا عنهما من الله شيئا) أي فلم ينفعهما نوح ولوط بسبب كونهما زوجتين لهما شيئا من النفع ولا دفعا عنهما من عذاب الله مع كرامتهما على الله شيئا من الدفع (وقيل ادخلا النار مع الداخلين) أي وقيل لهما في الآخرة، أو عند موتهما ادخلا النار مع الداخلين لها من أهل الكفر والمعاصي. وقال يحيى بن سلام: ضرب الله مثلا للذين كفروا يحذر به عائشة وحفصة من