تفسير سورة عم وتسمى سورة النبأ، وهي أربعون آية، وقيل إحدى وأربعون آية وهي مكية عند الجميع. وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت (عم يتساءلون) بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
سورة عم (1 - 30) قوله (عم يتساءلون) أصله عن ما فأدغمت النون في الميم، لأن الميم تشاركها في الغنة، كذا قال الزجاج، وحذفت الألف ليتميز الحبر عن الاستفهام، وكذلك فيم ومم ونحو ذلك، والمعنى: عن أي شئ يسأل بعضهم بعضا. قرأ الجمهور " عم " بحذف الألف لما ذكرنا، وقرأ أبي وابن مسعود وعكرمة وعيسى بإثباتها، ومنه قول الشاعر:
علاما قام يشتمني لئيم * كخنزير تمرغ في دمان ولكنه قليل لا يجوز إلا للضرورة، وقرأ البزي بهاء السكت عوضا عن الألف، وروى ذلك عن ابن كثير، قال الزجاج: اللفظ لفظ استفهام، والمعنى تفخيم القصة كما تقول: أي شئ تريد: إذا عظمت شأنه. قال الواحدي: قال المفسرون: لما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخبرهم بتوحيد الله والبعث بعد الموت