أزواجه حديثا) قال لحفصة: أبوك وأبو عائشة واليا الناس بعدي، فإياك أن تخبري أحدا بهذا. قلت: وهذا ليس فيه أنه سبب نزول قوله (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) بل فيه أن الحديث الذي أسره صلى الله عليه وآله وسلم هو هذا، فعلى فرض أن له إسنادا يصلح للاعتبار هو معارض بما سبق من تلك الروايات الصحيحة، وهي مقدمة عليه ومرجحة بالنسبة إليه. وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله (فقد صغت قلوبكما) قال: زاغت وأثمت. وأخرج ابن المنذر عنه قال: مالت. وأخرج ابن عساكر من طريق عبد الله بن بريدة عن أبيه في قوله (وصالح المؤمنين) قال: أبو بكر وعمر. وأخرج ابن عساكر عن ابن مسعود مثله.
وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في فضائل الصحابة من وجه آخر عنه مثله. وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر وابن عباس مثله. وأخرج الحاكم عن أبي أمامة مرفوعا مثله. وأخرج ابن أبي حاتم. قال السيوطي بسند ضعيف عن علي مرفوعا قال: هو علي بن أبي طالب. وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (وصالح المؤمنين) علي بن أبي طالب ". وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس في قوله (وصالح المؤمنين) قال: هو علي بن أبي طالب. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن بريدة في قوله (ثيبات وأبكارا) قال: وعد الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في هذه أن يزوجه بالثيب آسية امرأة فرعون، وبالبكر مريم بنت عمران.
سورة التحريم (6 - 8) قوله (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم) بفعل ما أمركم به وترك ما نهاكم عنه (وأهليكم) بأمرهم بطاعة الله ونهيهم عن معاصيه (نارا وقودها الناس والحجارة) أي نارا عظيمة تتوقد بالناس وبالحجارة كما يتوقد غيرها بالحطب، وقد تقدم بيان هذا في سورة البقرة. قال مقاتل بن سليمان: المعنى قوا أنفسكم وأهليكم بالأدب الصالح النار في الآخرة. وقال قتادة ومجاهد: قو أنفسكم بأفعالكم، وقوا أهليكم بوصيتكم. قال ابن جرير: فعلينا أن نعلم أولادنا الدين والخير وما لا يستغنى عنه من الأدب، ومن هذا قوله - وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها - وقوله - وأنذر عشيرتك الأقربين - (عليها ملائكة غلاظ شداد) أي على النار خزنة من الملائكة يلون أمرها وتعذيب أهلها غلاظ على أهل النار شداد عليهم لا يرحمونهم إذا استرحموهم، لأن الله سبحانه خلقهم من غضبه وحبب إليهم تعذيب خلقه، وقيل المراد غلاظ القلوب شداد الأبدان، وقيل غلاظ الأقوال شداد الأفعال، وقيل الغلاظ ضخام الأجسام، والشداد الأقوياء (لا يعصون الله ما أمرهم) أي لا يخافونه في أمره، و " ما " في (ما أمرهم)