قد أفلح من زكى الله نفسه (وقد خاب من دساها) يقول: قد خاب من دس الله نفسه فأضله (ولا يخاف عقباها) قال: لا يخاف من أحد تبعة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه (وقد خاب من دساها) يعني مكر بها. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس " سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في قوله (قد أفلح من زكاها) الآية: أفلحت نفس زكاها الله، وخابت نفس خيبها الله من كل خير " وجويبر ضعيف. وأخرج ابن جرير عنه أيضا (بطغواها) قال: اسم العذاب الذي جاءها الطغوى، فقال: كذبت ثمود بعذابها. وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عبد الله بن زمعة قال: " خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكر الناقة وذكر الذي عقرها، فقال (إذ انبعث أشقاها) قال: انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة ". وأخرج أحمد وابن أبي حاتم والبغوي والطبراني وابن مردويه والحاكم وأبو نعيم في الدلائل عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلى: " ألا أحدثك بأشقى الناس؟ قال بلى. قال رجلان: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك على هذا " يعني قرنه " حتى تبتل منه هذه " يعني لحيته.
تفسير سورة الليل هي إحدى وعشرون آية وهي مكية عند الجمهور، وقيل مدنية. وأخرج ابن الضريس والنحاس والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة (والليل إذا يغشى بمكة). وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله. وأخرج البيهقي في سننه عن جابر بن سمرة قال: " كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ في الظهر والعصر (والليل إذا يغشى) ونحوها ". وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى بهم الهاجرة فرفع صوته، فقرأ (والشمس وضحاها - والليل إذا يغشى) فقال له أبي بن كعب: يا رسول الله أمرت في هذه الصلاة بشئ؟ قال: لا، ولكن أردت أن أوقت لكم " وقد تقدم حديث " فهلا صليت بسبح اسم ربك الأعلى، والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى؟ ". وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: إني لأقول إن هذه السورة نزلت في السماحة والبخل (والليل إذا يغشى).
سورة الليل (1 - 21)