تفسير سورة المرسلات هي خمسون آية وهي مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر. قال قتادة: إلا آية منها وهي قوله (وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون) فإنها مدنية، وروى هذا عن ابن عباس. وأخرج النحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال:
نزلت سورة المرسلات بمكة. وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن مسعود قال " بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غار بمنى إذ نزلت سورة المرسلات عرفا، فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه وإن فاه لرطب بها إذ وثبت علينا حية، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اقتلوها، فابتدرناه فذهبت، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وقيت شركم كما وقيتم شرها ". وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس أن أم الفضل سمعته وهو يقرأ والمرسلات عرفا فقالت: يا بني لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة، إنها آخر ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ بها في المغرب.
تفسير سورة المرسلات (1 - 28) قوله والمرسلات عرفا) قال جمهور المفسرين: هي الرياح، وقيل هي الملائكة، وبه قال مقاتل وأبو صالح والكلبي، وقيل هم الأنبياء، فعلى الأول أقسم سبحانه بالرياح المرسلة لما يأمرها به كما في قوله وأرسلنا الرياح لواقح - وقوله - ويرسل الرياح - وغير ذلك. وعلى الثاني أقسم سبحانه بالملائكة المرسلة بوحيه وأمره ونهيه. وعلى