الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فهو إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ". وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريح عن ابن عباس في قوله (ولا يأتين ببهتان يفترينه) قال: كانت الحرة تولد لها الجارية فتجعل مكانها غلاما. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عنه في الآية. قال لا يلحقن بأزواجهن غير أولادهم (ولا يعصينك في معروف) قال: إنما هو شرط شرطه الله للنساء. وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أم سلمة الأنصارية قالت: قالت امرأة من النسوة ما هذا المعروف الذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه؟ قال " لا تنحن، قلت: يا رسول الله إن بني فلان أسعدوني على عمي لا بد لي من قضائهن، فأبى على فعاودته مرارا فأذن لي في قضائهن، فلم أنح بعد، ولم يبق من النسوة امرأة إلا وقد ناحت غيري " وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أم عطية قالت: " بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقرأ علينا أن لا نشرك بالله شيئا ونهانا عن النياحة، فقبضت امرأة منا يدها فقالت: يا رسول الله إن فلانة أسعدتني وأنا أريد أن أجزيها فلم يقل لها شيئا. فذهب ثم رجعت فقالت: ما وفت منا امرأة إلا أم سليم وأم العلاء وبنت أبي سبرة امرأة معاذ أو بنت أبي سبرة وامرأة معاذ ". وقد وردت أحاديث كثيرة في النهي عن النوح. وأخرج أبو إسحاق وابن المنذر عن ابن عباس قال: كان عبد الله بن عمرو وزيد بن الحارث يودان رجلا من اليهود، فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم) الآية. وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود في قوله (قد يئسوا من الآخرة) قال: فلا يؤمنون بها ولا يرجونها كما يئس الكافر إذا مات وعاين ثوابه واطلع عليه وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال: هم الكفار أصحاب القبور الذين يئسوا من الآخرة.
وأخرج ابن جرير عنه في الآية قال: من مات من الذين كفروا فقد يئس الأحياء من الذين كفروا أن يرجعوا إليهم أو يبعثهم الله.
تفسير سورة الصف هي أربع عشرة آية وهي مدنية. قال الماوردي: في قول الجميع. وأخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة الصف بالمدينة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله. وأخرج النحاس عن ابن عباس قال:
نزلت سورة الصف بمكة، ولعل هذا لا يصح عنه ويؤيد كونها مدنية ما أخرجه أحمد عن عبد الله بن سلام قال:
تذاكرنا أيكم يأتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيسأله أي الأعمال أحب إلى الله؟ فلم يقم أحد منا، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلينا رجلا رجلا فجمعنا، فقرأ علينا هذه السورة يعنى سورة الصف كلها.
وأخرجه ابن أبي حاتم، وقال في آخره: فنزلت فيهم هذه السورة. وأخرجه أيضا الترمذي وابن حبان والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين والبيهقي في الشعبي والسنن.