العسل " وأخرج البخاري وابن جرير والحاكم من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال في الكوثر هو الخير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر: قلت لسعيد بن جبير فإن ناسا يزعمون أنه نهر في الجنة قال: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه. وهذا التفسير من حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه ناظر إلى المعنى اللغوي كما عرفناك، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد فسره فيما صح عنه أنه النهر الذي في الجنة، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل. وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن علي بن أبي طالب قال " لما نزلت هذه السورة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجبريل: ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي؟ فقال: إنها ليست بنحيرة، ولكن يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت، وإذا ركعت، وإذا رفعت رأسك من الركوع، فإنها صلاتنا وصلاة الملائكة الذين هم في السماوات السبع، وإن لكل شئ زينة، وزينة الصلاة رفع اليدين عند كل تكبيرة، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: رفع اليدين من الاستكانة التي قال الله - فما استكانوا لربهم وما يتضرعون - " وهو من طريق مقاتل بن حيان عن الأصبغ بن نباتة عن علي. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال " إن الله أوحى إلى رسوله أن ارفع يديك حذاء نحرك إذا كبرت للصلاة، فذاك النحر ".
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني في الأفراد وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن علي بن أبي طالب في قوله (فصل لربك وانحر) قال: وضع يده اليمنى على وسط ساعده اليسرى ثم وضعهما على صدره في الصلاة. وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في سننه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثله. وأخرج ابن أبي حاتم وابن شاهين في سننه وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس (فصل لربك وانحر) قال: إذا صليت فرفعت رأسك من الركوع فاستو قائما. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال: الصلاة المكتوبة، والذبح يوم الأضحى. وأخرج البيهقي في سننه عنه (وانحر) قال: يقول واذبح يوم النحر. وأخرج البزار وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال: قدم كعب بن الأشرف مكة. فقالت له قريش: أنت خير أهل المدينة وسيدهم، ألا ترى إلى هذا الصابئ المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج وأهل السقاية وأهل السدانة، قال: أنتم خير منه، فنزلت (إن شانئك هو الأبتر) ونزلت - ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب - إلى قوله - فلن تجد له نصيرا - قال ابن كثير:
وإسناده صحيح. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي أيوب قال: لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشى المشركون بعضهم إلى بعض فقالوا: إن هذا الصابئ قد بتر الليلة فأنزل الله (إنا أعطيناك الكوثر) إلى آخر السورة. وأخرج ابن سعد وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان أكبر ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القاسم ثم زينب، ثم عبد الله، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، فمات القاسم وهو أول ميت من أهله وولده بمكة، ثم مات عبد الله، فقال العاص بن وائل السهمي: قد انقطع نسله فهو أبتر، فأنزل الله (إن شانئك هو الأبتر) وفي إسناده الكلبي. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس (إن شانئك هو الأبتر) قال: أبو جهل. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه (إن شانئك) يقول: عدوك.