فصلب ثم رماه قال: بسم الله رب الغلام، فوقع السهم في صدغه، فوضع الغلام يده على موضع السهم ثم مات، فقال الناس: لقد علم هذا الغلام علما ما علمه أحد، فإنا نؤمن برب هذا الغلام، فقيل للملك: أجزعت أن خالفك ثلاثة، فهذا العالم. كلهم قد خالفوك، قال: فخد أخدودا ثم ألقى فيه الحطب والنار، ثم جمع الناس فقال: من رجع عن دينه تركناه، ومن لم يرجع ألقيناه في هذه النار، فجعل يلقيهم في تلك الأخدود، فقال: يقول الله (قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود) حتى بلغ (العزيز الحميد) " فأما الغلام فإنه دفن، ثم أخرج، فيذكر أنه أخرج في زمن عمر ابن الخطاب وأصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل. ولهذه القصة ألفاظ فيها بعض اختلاف. وقد رواها مسلم في أواخر الصحيح عن هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب. وأخرجها أحمد من طريق عفان عن حماد به. وأخرجها النسائي عن أحمد بن سليمان عن حماد بن سلمة به. وأخرجها الترمذي عن محمود بن غيلان وعبد بن حميد عن عبد الرزاق عن معمر عن ثابت به. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب في قوله (أصحاب الأخدود) قال: هم الحبشة. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: هم ناس من بني إسرائيل خذوا أخدودا في الأرض أوقدوا فيه نارا)، ثم أقاموا على ذلك الأخدود رجالا ونساء، فعرضوا عليها. وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: (والسماء ذات البروج) إلى قوله (وشاهد ومشهود) قال: هذا قسم على (إن بطش ربك لشديد) إلى آخرها. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله (إنه هو يبدئ ويعيد) قال: يبدئ العذاب ويعيده. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله (الودود) قال: الحبيب، وفي قوله (ذو العرش المجيد) قال: الكريم. وأخرج ابن المنذر عنه في قوله (في لوح محفوظ) قال: أخبرت أنه لوح الذكر لوح واحد فيه الذكر، وإن ذلك اللوح من نور، وإنه مسيرة ثلاثمائة سنة. وأخرج ابن جرير عن أنس قال: إن اللوح المحفوظ الذي ذكره الله في قوله (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ) في جبهة إسرافيل. وأخرج أبو الشيخ، قال السيوطي بسند جيد عن ابن عباس قال:
خلق الله اللوح المحفوظ كمسيرة مائة عام، فقال للقلم قبل أن يخلق الخلق: اكتب علمي في خلقي، فجرى ما هوه كائن إلى يوم القيامة اه.
تفسير سورة الطارق هي سبع عشرة آية، وهي مكية بلا خلاف وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت والسماء والطارق بمكة، وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه والطبراني وابن مردويه عن خالد العدواني " أنه أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سوق ثقيف وهو قائم على قوس أو عصى حين أتاهم يبتغى النصر عندهم، فسمعه يقرأ (والسماء والطارق) حتى ختمها، قال: فوعيتها في الجاهلية، ثم قرأتها في الإسلام، قال: فدعتي ثقيف فقالوا: ماذا سمعت من هذا الرجل، فقرأتها، فقال من معهم من قريش: نحن أعلم بصاحبنا، لو كنا نعلم ما يقول حقا لاتبعناه ".