مرفوعا. وأخرجه ابن مردويه أيضا عن أنس مرفوعا، وفيه " قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: أغرق الله فيه فرعون وقومه، وأهلك فيه عادا وثمودا ". وأخرج ابن مردويه والخطيب بسند. قال السيوطي: ضعيف عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر ". وأخرج ابن المنذر عنه (كأنهم أعجاز نخل) قال: أصول النخل (منقعر) قال: منقلع. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا في الآية قال: أعجاز سواد النخل. وأخرج ابن المنذر عنه أيضا (وسعر) قال شقاء. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه أيضا قال (كهشيم المحتظر) قال: كحظائر من الشجر محترقة. وأخرج ابن جرير عنه أيضا في الآية قال: كالعظام المحترقة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه قال: كالحشيش تأكله الغنم.
سورة (41 - 55) (النذر) يجوز أن يكون جمع نذير، ويجوز أن يكون مصدر بمعنى الإنذار كما تقدم، وهي الآيات التي أنذرهم بها موسى، وهذا أولى لقوله (كذبوا بآياتنا كلها) فإنه بيان لذلك، والمراد بها الآيات التسع التي تقدم ذكرها (فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر) أي أخذناهم بالعذاب أخذ غالب في انتقامه قادر على إهلاكهم لا يعجزه شئ. ثم خوف سبحانه كفار مكة فقال (أكفارهم خير من أولئكم) والاستفهام للإنكار، والمعنى النفي: أي ليس كفاركم يا أهل مكة، أو يا معشر العرب خير من كفار من تقدمكم من الأمم الذين أهلكوا بسبب كفرهم، فكيف تطمعون في السلامة من العذاب وأنتم شر منهم. ثم أضرب سبحانه عن ذلك وانتقل إلى تبكيتهم بوجه آخر هو أشد من التبكيت بالوجه الأول فقال (أم لكم براءة في الزبر) والزبر هي الكتب المنزلة على الأنبياء، والمعنى:
إنكار أن تكون لهم براءة من عذاب الله في شئ من كتب الأنبياء. ثم أضرب عن هذا التبكيت وانتقل إلى التبكيت لهم بوجه آخر فقال (أم يقولون نحن جميع منتصر) أي جماعة لا تطاق لكثرة عددنا وقوتنا أو أمرنا مجتمع لا نغلب، وأفرد منتصرا اعتبارا بلفظ جميع. قال الكلبي: المعنى نحن جميع أمرنا ننتصر من أعدائنا، فرد الله سبحانه عليهم بقوله (سيهزم الجمع) أي جمع كفار مكة، أو كفار العرب على العموم. قرأ الجمهور " سيهزم " بالتحتية مبنيا للمفعول. وقرأ ورش عن يعقوب " سنهزم " بالنون وكسر الزاي ونصب الجمع. وقرأ أبو حيوة وابن أبي عبلة